البداية فى «حوش» مدرسة..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 1 أغسطس 2018 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
** يجرون خلف الكرة، ويجرون بجوار الكرة، ويجرون من الكرة..!
كان ذلك هو الانطباع فى مباراة الافتتاح للدورى المصرى رقم 60 بين الاتحاد والمقاولون.. ربما هو تأثير كأس العالم. ودراما كأس العالم. ومباريات كأس العالم. وجمال ومتعة وحماس وجدية كأس العالم. ومدرجات كأس العالم..!
** تشعر أنك تشاهد مباراة فى «حوش» مدرسة ابتدائية.. والتلاميذ يلعبون بغضب، وليس بفرحة. وتندهش.. كيف يلعب إنسان وهو غاضب وربما هى فترة البداية. أو محنة البداية.. مع أن كل بداية أفضل من كل نهاية. ومن أسف أنه تفسير الجميع الجاهز. فنحن فى بداية الموسم.. أو نحن فى نهاية الوسم.. فما هذا الإجهاد الذى يصيب لاعبنا فى بداية الموسم وفى نهاية الموسم؟ ثم تنظر حولك أو تنظر إلى الشمال فترى الفرق الأوروبية تلعب مبارياتها كأنها فى نهاية الموسم. فما هو الفارق؟ هل هو التدريب الذى يسبق الموسم؟ هل هو الإعداد الجديد والجيد؟
** فى المباراة الثانية بين الزمالك وبتروجيت كان الثانى أقرب للفوز من الأول..
تفوق طارق يحيى فى هذه المباراة على جروس. وكان فى أداء بتروجيت خطوط متقاربة، والمسافات بين اللاعبين قريبة، وهناك جهاز فنى بذل جهدا طويلا من أجل تدريب اللاعبين على شىء ما وأشياء.. فكلما امتلك بتروجيت الكرة ترى خطوطه تتقارب واللاعب الذى يستحوذ على الكرة يسرع إليه زملاؤه لمنحه عدة اختيارات للتمرير. بجانب استغلال سرعة ومهارات الإثيوبى شيمليس بيكيلى الذى تحرك جيدا، وفاز بفرصتين محققتين للتهديف ولم يهدف.
** إن كرة القدم لعبة تفاصيل صغيرة، ودقيقة، ومهما تنوعت طرق اللعب الرقمية واختلفت، سواء كانت 4/3/3 أو 4/1/4/1 وهكذا. فهناك أساس واحد، وهو الأداء الجماعى، دفاعا وهجوما، والاختيارات التى تتاح عند التمرير.. ومتى يمارس اللاعب الضغط على منافسه ومتى يجب ألا يمارسه، وهو أمر يرتبط بالمسافات بين اللاعب المنافس الذى يمتلك الكرة وبين لاعبى الفريق المضاد.. ثم إن السرعة من أهم المهارات، وهى المهارة التى لا تهزم حين تكون فى سياق السباق بين لاعبين، بينما يمكن أن تنهزم مهارة المراوغة ومهاراة القوة الجسدية بالالتحام والاشتباك.
** لم يظهر الزمالك بالصورة المتوقعة، ومازال الأداء فرديا. ونقول مازال، لأنه مازال على هذه الحال منذ ما يقرب من العامين. فاللاعب يمسك الكرة ويجرى بها، ويجرى خلفه زملاؤه وخصومه، ولا يجرى بجواره الزملاء.. والفارق هو بداية الأداء الجماعى والإصرار على الأداء الفردى.. وعلى الرغم من قوة ظهيرى الفريق أبوالفتوح والنقاز، فإنها قوة مهارة فردية، وتظل كذلك لأن الزمالك مازال أيضا يدخل صندوق منافسه بعدد قليل من المهاجمين!
** لماذا هذا الشعار الذى يدعو إلى تغيير المبادئ؟ أظن أنها مداعبة للجماهير؟ لكن فى أحيان تكون المداعبة فى غير محلها. فالرياضة تدعو إلى البناء، والمبادئ. والبطولة تتحقق بالعرق والكفاح. فلماذا لا يكون الشعار: «متعوا الناس.. ». «انتصروا وانجحوا» «انتصروا للجمهور ».. أو مثلا «نحن المستقبل».. فحتى لو كان الشعار غير فريقك.. فهذا المستحيل. فالرجل على سبيل المثال يغير مدرسته، وشكله، ومظهره، وملابس، وعنوانه، وعمله، وسيارته، وبيته، وأثاث بيته وجنسيته.. لكنه أبدا لا يغير فريقه الذى يشجعه..!