صلاح ومانى
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 1 سبتمبر 2019 - 10:25 م
بتوقيت القاهرة
** كنا تسعة أشخاص نتابع مباراة ليفربول وبيرنلى التى hنتهت بفوز الريدز بثلاثة أهداف مقابل لا شىء.. ليحقق الفريق العلامة الكاملة ويتصدر البريمييرليج ويضيف انتصاره الثالث عشر على التوالى.
** التسعة كانوا ثلاثة كبار وستة شباب. وكلنا شعرنا بأنانية محمد صلاح، ورغبته المحمومة فى التسجيل. لم يخرج واحد من الحضور عن هذا الشعور. ففى مواقف فنية كثيرة كان صلاح يحتفظ بالكرة ويراوغ، ولا يمرر لزملائه، ومنهم ساديو مانى، الذى خرج من الملعب غاضبا عند استبداله. وكان اعتراضه وغضبه مرفوضا، لكنه مبرر من وجهة النظر الإنسانية ونتيجة تراكمات سابقة.
**هذا المشهد أثار قضية الاحترافية عند اللاعبين النجوم فى هذا المستوى المرتفع جدا من ممارسة كرة القدم.. كما حدث من جانب البرتغالى روميليو لوكاكو لاعب الإنتر الذى علق على تغريدة لجارى نيفيل مدرب مانشستر يونايتد تنتقد وزنه وسعادته برحيله عن الفريق بعقد مدة خمس سنوات بقيمة 74 مليون إسترلينى وقد رد لوكاكو على نيفيل بقوله: «لا تتحدث عن وزنى وعن احترافيتى ابدا؟.. لك لياقتى وتدريبى والتزامى داخل الملعب».
فهل يمكن أن يكبت اللاعب مشاعره الغاضبة المتراكمة ويترك اعتراضه مؤجلا حتى غرفة الملابس.. أم أن الإنسان مهما بلغت احترافيته سوف يخلع تلك الاحترافية عندما يفوق الغضب قدراته على الاحتمال؟!
** لا أنتظر إجابة ولا أريدها ولا أدعوكم للبحث عنها.. فلكل موقف ظروفه التى يترتب عليها سلوك اللاعب أو سلوك الإنسان (كأن اللاعب ليس إنسانا).
** لقد ضايقنى احتفاظ محمد صلاح بالكرة دون تمريرها، وحين سجل البرازيلى روبرتو فيرمينيو الهدف الثالث فى الدقيقة 80 صاح الجميع من الحضور فرحا على أساس أنها تمريرة من صلاح، وكانت صيحة الإمساك بقشة طافية فوق سطح نهر يفيض ويفور، لعل وعسى يكون ظننا جميعا كان خطأ، إلا أن الإعادة كشفت أن صلاح لم يمرر الكرة إلى فيرمينيو وإنما هى ذهبت إلى البرازيلى هربا من قدم محمد صلاح.. وكم أسفنا لذلك؟
** كثيرون يرون أن مانى سبق له فى العامين السابقين أن كان أنانيا ولا يمرر الكرة إلى محمد صلاح.. وهؤلاء هم من يتخطون الحدث والواقعة والوقائع ويلتفتون إلى الخلف لتبرير أخطاء أبطالهم أو فرقهم ونجومهم.. فلا أحد يوافق على أنانية مانى ولا أحد يوافق على أنانية محمد صلاح.. وعدم الموافقة على ذلك هى رغبة منا فى رفع هامة صلاح فوق رأس مانى حبا فى بطلنا وفى نجمنا، وإذا كان هو نفسه لا يدرك ذلك عنا فهو أمر مؤسف لأنه لن يكون محمد صلاح البطل واللاعب والإنسان البسيط الذى يدرك جيدا كم نحبه؟
**على أى حال من مظاهر القصور فى فهم النقد تصنيفه إلى محب، وكاره، إلى مؤيد ومعارض. إلى مجامل ومتربص.. وقد حدث ذلك كثيرا فى شتى أوجه الحياة، ومنها بالطبع الرياضة وكرة القدم، حتى أن جمهورا غفيرا يسأل دائما عن انتماء الناقد كى يفسر نقده، فهل هو معه أم مع الفريق الآخر.. هل هو مع صلاح أم مع مانى؟
**هؤلاء لا يفهمون قيم الرياضة، ولا يعرفون شيئا عن القيم الإنسانية التى يعلو فيها حب الخير والانتصار للغير.. ولا يملكون الحد الأدنى من الثقافة التى تستوجب رؤية عمق العقد وصدقه وهدفه، فالناقد عليه أن ينتمى إلى المهنة وإلى الأداء الجيد، ولا يجب أن يكون مشجعا فى مقعد بالسينما ولا مشجعا فى مقعد بالمدرج، ولا صديقا على الورق لنجم أو للاعب.. فما فعله مانى من قبل مع صلاح مرفوض وما فعله صلاح مع مانى أخيرا مرفوض سواء كان كلاهما يقصد الفعل أو لا يقصده. فكرة القدم لعبة جماعية ليس لها بطل واحد.