الحق فى المدينة: واجب
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 1 أكتوبر 2012 - 8:45 ص
بتوقيت القاهرة
الحق والواجب وجهان لعملة واحدة، فلا حقوق لمن لا يؤدون ما عليهم من واجبات، هذا ما تبادر إلى ذهنى حينما كان على صفحة صحة وتغذية أن تشارك فى تلك الحملة الواعية التى بدأتها «الشروق» تحت عنوان الحق فى المدينة. وكان المقصود بالمدينة القاهرة كبداية لتتبعها مدن أخرى على خريطة الوطن.
رغم أنها العاصمة وأنها بالفعل تنفرد بخدمات صحية متميزة ومراكز طبية هى الأعلى تخصصا مما يجعلها القصد الأول لمرضى كل بر مصر، إلا أن العدالة الصحية فيها لا تتحقق إلا عند دفع الثمن، الأمر الذى معه لا يستقيم الحق.
خدمات طبية تقدمها مستشفيات وزارة الصحة ومراكزها، أخرى تقدمها المستشفيات الجامعية إلى جانب مستشفيات القوات المسلحة، لكن تظل دائما الرعاية الصحية قاصرة لا تغطى احتياجات المواطن العادى ولا تنقذ حياته إذا ما تعرض للخطر، فأى حق ممكن أن يطالب به اليوم فى ظل تلك الأوضاع المتردية والمشاكل المتراكمة؟ أى منطق يجب أن يسود اليوم، منطق الطبيب أم الممرض أم المريض أم الدولة التى يجب أن تضع الحدود بين الحقوق والواجبات؟
الرد بلا شك معروف لأصحاب الرأى، وان كان الأمر يحتاج بداية لمصالحة بين جميع الأطراف ورؤية واضحة وتجربة علمية فى إعادة النظر فى الامكانات الحقيقية والمتاحة وايجاد موارد جديدة للتنمية ثم بداية حقيقية تعتمد على كل الجهود المتاحة فى ضوء خبرات من سبقونا. الأمر بالفعل صعب لكنه ليس بالمستحيل.
إلى أن تبدأ بالفعل الصحوة الحقيقية دعونا نأمل فى حق نتمناه فى مدينتنا القاهرة تتمتع به كل المدن فى بلاد العالم: عيادة الحى أو Community ctinic. مركز طبى صغير يخدم غرضى الوقاية وعلاج الحالات التى لا تحتاج لإسعافات عاجلة وان كان لها سلطة تحويلها إلى مراكز متخصصة معروفة ولها بها صلة مستمرة.
مشروع قومى يبدأ من القاهرة له إدارة مركزية تبدأ بالتخطيط له على أنه مثل يمكن محاكاته فيما بعد وفقا لخطة زمنية محددة تعتمد بالطبع على توافر الامكانات، عيادة الحى يمكن أن يبدأ كمشروع لا يعتمد على الدولة وان كان له استخدام وسائلها من أطباء وممرضات إلى جانب العاملين فى مجالات تخدم ذات الغرض من الصيادلة والاخصائيين الاجتماعيين والعلاج الطبيعى.
عيادة الحى مجموعة من العيادات التى تخدم احتياجات المواطن، على سبيل المثال عيادة لتنظيم الأسرة يمكن فيها تطعيم الأطفال ومراجعة نموهم وتوعية الأم بطريقة تغذيتهم فى حدود امكانات الأسرة المصرية. عيادة لارتفاع ضغط الدم، عيادة أخرى لأمراض شرايين القلب، عيادة لأمراض الكبد، ولأمراض الكلى.
عيادة للحمى لها نفس المواصفات من المبنى والنظافة والبساطة، وحدة تتكرر من حى لآخر لها نفس الشكل والهدف من تقديم العلاج والدواء وسبل الوقاية والتوعية وان اختلفت الوظائف. فعيادة السيدة زينب يجب أن تهتم بأمراض بعينها تنتشر مع ازدحام المساكن وقلة التهوية ويتضاعف منها الاهتمام بالأم ووليدها على سبيل المثال. هى خطوة لربط المواطن بمكان يقدم خدمة صحية حقيقية يمكنه أن يتردد عليه فى أى وقت، الأمر الذى يقلل العبء على المستشفيات.
أجزم بأن النوايا الطيبة فى بلادنا يمكنها أن تحقق الكثير من أحلامنا، وتلك فكرة متاحة وحق لمن يمد يده. هل نبدأ؟ اتصلوا بنا فنحن بالفعل نعتزم أن نبدأ.