أبو الفتوح.. رئيسًا
محمد عصمت
آخر تحديث:
الثلاثاء 1 نوفمبر 2011 - 8:45 ص
بتوقيت القاهرة
بعد أن كدت أفقد الأمل فى العثور على رئيس يستطيع، من وجهة نظرى، قيادة مصر فى هذه الظروف الصعبة، استقر عقلى على أن أعطى عبدالمنعم أبوالفتوح القيادى الإخوانى السابق، صوتى فى انتخابات الرئاسة القادمة.
ورغم أننى لم ألتق أبوالفتوح أبدا، فقد اكتشفت أننا نتشارك نفس الآراء فى الكثير من القضايا الإسلامية، وخاصة فى تقديره العميق لقيمتى العقل والحرية، حينما أكد فى ندوة سياسية رفضه القاطع اختزال الاسلام فى اللحية والحجاب رغم تقديره للحجاب باعتباره فرضا اسلاميا، موضحا أن الحضارة الاسلامية تكفل الحريات التى «يساء استخدامها»، ومشددا على إعطاء الإسلام الحرية الكاملة للناس فى اختيار العقيدة وهى أعظم شىء «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، متسائلا: كيف يمكن بعد ذلك فرض رأى سياسى أو إقتصادى على الناس؟
وقد أعجبنى أيضا فى كلام ابو الفتوح قوله إن مصر تحتاج نظاما مختلطا يوزع السلطات بين البرلمان والرئيس، لأن النظام الرئاسى الآن هو أقصر طريق لصنع فرعون جديد، كما أعجبنى ايضا قوله إنه يرفض إطلاق الوعود بتعيين إمراة أو مسيحى كنائب له من أجل الدعاية الانتخابية، ولكنه سيعتمد على الأكفأ بغض النظر عن الجنس أو الديانة.
أبوالفتوح لم يختار الطريق المضمون ليدغدغ مشاعر البسطاء بحركات تمثيلية مصطنعة.. ولم يضحك علينا بإطلاق تصريحات عنترية يدرك قبل غيره أنه لن ينفذها..ولكنه قال كلاما ربما يغضب منه الكثير من الاسلاميين، حينما أكد موافقته على وجود حزب شيوعى أو علمانى فى مصر، وأنه ضد الحرية لفصيل دون آخر حتى لو كان ثمنها هو الحرية المطلقة للفصيل الإسلامى.
أبوالفتوح بمثل هذه الأفكار يخوض معركة ضارية ضد قوى الجمود الفكرى، ولكنها ليست معركته وحدة، بل هى معركة تحرير العقل المصرى من وصاية من يتصورون انهم يملكون وحدهم حق تفسير الإسلام والتحدث باسمه، ومن سيطرة المنغلقين على تفسيرات فقهية عمرها يتجاوز قرونا طويلة، ومن خداع المتاجرين بالدين.
وأتصور أن ما ينقص حملة أبوالفتوح الإنتخابية الآن، هو وضع هذه الأفكار فى صياغات قانونية، تكون العمود الفقرى لدستور جديد..كما تنقص الحملة أيضا طبيعة الفلسفة الاقتصادية التى يتبناها أبو الفتوح ليكشف توجهاته فى دور الدولة فى النشاط الاقتصادى، وفى توزيع الدخل القومى بشكل عادل..بالاضافة إلى رأيه فى الملفات الشائكة فى علاقاتنا باسرائيل وأمريكا، وفى غيرها من الملفات الخطيرة التى أهملها نظام مبارك، وعلى رأسها علاقاتنا بالسودان ودول حوض النيل.