حديث مكرر عن عودة الجمهور الذى لا يعود..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 1 نوفمبر 2015 - 11:05 ص
بتوقيت القاهرة
من هو الجمهور..؟ ماذا فعلتم حتى يعود؟
هل تستمر طوابير الذل والهوان؟ أسئلة من 25 سؤالًا؟
لم يحلق شمروخ واحد فى سوبر الإمارات.. فكيف تتطاير هنا الشماريخ رغم تعدد مراحل التفتيش؟
فى سوريا دورى وجماهير.. وليس ذلك دليلًا على أنها بلد الأمن والأمان.. سئمنا من تلك الشهادات!
•• من 4 سنوات تقريبا ونحن نتكلم عن عودة الجمهور إلى المدرجات. وجرت أحداث، وقامت ثورات. وجاء 3 رؤساء. وأجريت انتخابات لا تعد ولا تحصى. وتغيرت حكومات. ولا أذكر كم حكومة؟ وتولى منصب الرياضى الأول أربعة أشخاص. فهو مرة رئيس مجلس قومى للرياضة. ومرة رئيس مجلس قومى للشباب. ومرة رئيس الإثنين. ومرة وزير شباب. ومرة وزير رياضة. ومرة وزير الإثنين
وبقى لنا نفس المشهد. حوار عن عودة الجمهور إلى مدرجات كرة القدم. نفس الحوار. نفس الكلام. نفس الإقتراحات. نفس المناقشات. نفس الوعود. ولم يعد الجمهور إلى المدرجات.. هل تمزحون.. ألا تشعرون بالخجل لعدم التجديد.. ألا تجدون كلمة واحدة فيها رائحة القرار والصراحة والحقيقة.. ألا تشعرون بالضيق بسبب الملل الذى أصاب الناس؟
•• ليست تلك هى المرة الأولى التى أتناول فيها موضوع جمهور كرة القدم، ولم أكن فى حاجة إلى كارثة بورسعيد لتناول المشكلة، فقبل ذلك بأعوام كررت الحديث عن عذاب مشاهدة مباريات كرة القدم.. وعلى أى حال المسألة واضحة وهى بهذا الترتيب لعل ذلك يسهل عليكم القرار والتفكير:
•• أولا: أفهم سبب منع الجمهور وهو سبب أمنى يتعلق بعدم تحمل المجتمع لكارثة ثالثة. وأن هناك من يستغل السلوك الجماعى ويدفع شبابا للاشتباك وهو مستعد لذلك رفضا لكل شىء وأى شىء.
•• ثانيا: الاشتباك فى الملاعب مشهد ينقل على الهواء مباشرة بما فيه من قسوة وألم ويتابعه الملايين. إذن المدرجات ساحة مناسبة للاستخدام فى التشويه العام..
•• ثالثا: لا توجد علاقة على الإطلاق بين حضور الجماهير مباراة تشاد فى استاد برج العرب وبين عودة جماهير الدورى. ومن يربط بين الإثنين يتعامل مع الأمر بسطحية ومثالية غير واقعية.
•• رابعا: عودة الجمهور فى غاية الأهمية للصناعة، واللعبة، والمستقبل. وليست القضية أيضا أنها شهادة على أن «مصر بلد الأمن والأمان».. وأرجوكم حاولوا تقولوا جمل جديدة بأفكار جديدة وبوجوه جديدة.. فمباريات الكرة ليست دليلا على الأمن والأمان. وفى سوريا التى تعيش حربا أهلية ويحيط بها داعش، وأكثر من 33 جبهة معارضة يوجد دورى. وفى العراق يوجد دورى. وأثناء حرب الخليج الثانية كان العراقيون يذهبون إلى المدرجات وطائرات إف 16 تحلق وتضرب. ولم يكن هذا الجمهور دليلا على أن العراق «بلد الأمن والأمان».. ارحمونا بأه من تلك الشهادات؟!
•• خامسا: يعود الجمهور فى إطار نظام وقانون.. والنظرية واضحة. المواطن الذى حضر مباراة السوبر فى الإمارات هو صورة من المواطن الذى يحضر مباريات الأهلى والزمالك فى مصر. يقول بعضكم: من حضر السوبر ليسوا أولتراس. وهذا غير صحيح تماما. لكن أيضا المواطن الذى يخشى صورة كاميرا المرور فى أبوظبى ودبى هو نفس المواطن الذى لا يخشى وجود مدير الأمن أمامه فى شارع بمصر.. إذن الفارق هو القانون الذى يطبق بحزم وبعدل وبلطف أيضا دون امتهان للكرامة.. والنتيجة أنه لم يطلق شمروخ واحد فى مباراة السوبر بينما تجرى هنا عمليات تفتيش دقيقة، ويمر الجمهور عبر بوابات كاشفة، وفى كل مباراة تتطاير الشماريخ وتطلق وتحلق وتخنق؟!
•• سادسا: تريدون الجمهور.. إذن ماذا فعلتم كى يعود هذا الجمهور؟ هل حسمت الحقيقة فى كارثة بورسعيد، وهل درسنا أسبابها الحقيقية، وهل إذا كنا درسنا سنعلن؟ وهل حسمت كارثة مباراة الزمالك؟ وهل سنعلن أسبابها إذا كانت حسمت؟
هل أيضا تم حل مشاكل تأمين المباريات بشركات أمن مدنية على أن تتولى الشرطة التأمين خارج الملاعب؟ هل هناك شركات مدربة على ذلك؟ هل تحركتم لتاسيس تلك الشركات؟ هل فكرتم فى الاستفادة من شباب الأولتراس للمشاركة فى التأمين؟ هل فكرتم فى استدعاء مركز الأمن الدولى للاستفادة من خبراته فى تأمين مباريات أوروبا وغيرها من البطولات؟ هل أرسلتم مجموعة عمل إلى أبو ظبى لدراسة وتحليل تجربة مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك وكيف ولماذا خرجت بصورة مبهرة أم اكتفيتم بانطباعات الصحفيين والنقاد والمذيعين؟!
•• سابعا: تريدون الجمهور ونحن نريده.. لكن هل رتبتم الاستادات.. هل عرف كل فريق ملعبه؟ هل سيظل الجمهور يوم يعود حائرا إلى أى ملعب يذهب مثل فريقه؟ هل سيدخل الجمهور الملاعب من 40 مدخل أم من أربعة؟.. هل سيكون الدخول إلى الملاعب والخروج منها فى طوابير فيها الكثير من الذل والهوان أم ستكون طوابير النظام والاحترام؟ هل ستكون هناك أرقام للمقاعد؟ هل ستفتح الأبواب قبل ساعة أو ساعتين من المباراة أم ستجبرون الجمهور على الحضور صباحا لأن المباراة فى الثامنة مساء؟ هل هناك وسائل ترفيه وترويح وإعاشة بالاستادات.. صالونات غذاء مثلا ( كأن بكيزة هانم تريد مشاهدة مباراة) أم أن المتفرج سيدخل قفص المشاهدة على مباراة بقدميه وسيظل أسيرا حتى تنتهى المشاهدة ويفوز بالإفراج؟ هل ستكون هناك كاميرات تر اقب فى المدرجات.. أم أن الكاميرات موجودة فعلا ولكنها لا تعمل؟
•• ثامنا: تريدون الجمهور ونحن نريده.. فهل تم ترتيب بيع التذاكر من عدة منافذ. هل تعلمتم تجربة بيع التذكرة عبر الإنترنت؟ هل قرأتم البنود التى كانت مكتوبة على تذكرة مباراة السوبر بما فيها من تعليمات واضحة، وهى بالمناسبة معمول بها فى كأس العالم وفى البطولات الكبرى وفى الدوريات المحترمة؟!
•• أخيرا: تريدون الجمهور. ونحن نريده.. لكن من هو الجمهور؟ هل هم قبائل الأولتراس أم جماهير كرة القدم التى كانت تذهب إلى المباريات قديما.. ألم تسألوا أنفسكم ولو مرة أين ذهب جمهور كأس الأمم الإفريقية 2006 ؟!
•• أخشى أن ترى الأجيال القادمة فى فيلم وائل السبكى حفيد كريم السبكى، نجل أحمد السبكى، فى عيد عام 2030 حسين رياض وهو يتمتم بحزن بالغ مطالبا بعودة الجمهور !