بعد الاتفاق مع إيران يجب أن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأحد 1 ديسمبر 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
غابى أفيطال
يعتمد وجود إسرائيل على مبدأ أساسى، مثلها مثل الأمم الأخرى، وهو أنها لم تأتِ إلى العالم لتكون حجر شطرنج. وقد بنت إسرائيل قدرة عسكرية كبيرة منعت وقوع الحرب، واستطاعت هذه القدرة أن تثبت جدارتها أكثر من مرة، والدليل على ذلك تخلى الدول العربية عن استخدام القوة العسكرية بعد حرب أكتوبر 1973.
لكن هناك أوضاعا مثل تلك التى نشهدها هذه الأيام، من الممكن أن تضطر إسرائيل فيها إلى استخدام القوة بصورة فعلية وليس كعامل ردع. إن الاتفاق الخطر والسيئ (مع إيران)، حتى مع وجود الإرادة الحسنة للتوصل إلى تفاهمات دبلوماسية من طريق الضغوط الاقتصادية، يفرض إظهار الجانب العسكرى فى كامل قوته.
لقد شهدنا مثل هذا السيناريو من قبل، ففى 30 سبتمبر1980 قصفت طائرتا فانتوم إيرانيتان مفاعل تموز النووى فى العراق، لكن ذلك أدى إلى
إصابة المفاعل بأضرار طفيفة فقط. كما لم تنجح محاولة قام بها الموساد الإسرائيلى، فى تخريب المفاعل العراقى. حينئذ قرر رئيس الحكومة مناحيم بيجن قصف المفاعل فى أعقاب تقديرات رجحت تقدم العراق بوتيرة سريعة نحو التزود بقنبلة نووية. وقد واجه رئيس الحكومة يومها عقبات تمثلت بوزير الدفاع آنذاك عيزرا وايزمان وآخرين. وسبقت العملية ثلاث سنوات من المحاولات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لكنها باءت بالفشل.
واليوم، عندما يكون المطروح فى كفة الميزان سقوط بضع عشرات وربما مئات من القتلى نتيجة رد إيرانى محتمل (على هجوم إسرائيلى على المنشآت النووية الإيرانية)، وفى الكفة الأخرى سقوط نحو 20 ألف قتيل من جراء قنبلة نووية، تأتى أمريكا الكبيرة وأوروبا المتحضرة وتقولان لليهود إنه من الأفضل أن تحركوا ساكنا.
إن التاريخ ملىء بالأمثلة التى تدل على أنه عندما تدافع إسرائيل عن نفسها، فإن النتائج تكون جيدة جدا بالنسبة لليهود، خاصة على المدى البعيد. وفى الواقع، تملك إسرائيل قدرة عسكرية كبيرة فى البر والجو والبحر قادرة على أن تؤجل لسنوات عديدة نية إيران إزالتنا من رقعة الشطرنج الدولية.