مصلحة مصر
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 1 ديسمبر 2013 - 12:00 م
بتوقيت القاهرة
•• تركوا جميعا مصلحة الرياضة ومصلحة الوطن، وتخلوا جميعا عن المضمون، وأصبحت قضيتهم من انتصر فى معركة لوزان؟ من انتصر الوزير أم اللجنة الأوليمبية والأهلى.. منتهى السطحية والشللية والفوضى وقصر النظر والأناملية والأنانية.. وتلك المعركة التى تعد نموذجا لأسلوب حل الأزمات فى مصر، فقد استخدمت أسوأ وأتفه وأهبل الجمل المستهلكة: إنهم يهدمون مصلحة مصر كأن مصر هى طاهر أبوزيد.. إنهم يحاربون الأندية: كأن الأهلى هو كل الأندية، أما الرياضة فلتذهب إلى الجحيم كل ساعة وسط تلك الصراعات والمعارك..
•• كذلك عاد الوزير وعادت وزارته إلى نفس المفاهيم الموروثة القديمة، وهى أن الوزارة تدفع الاموال للأندية ويجب أن تمسك بأوجه صرف تلك الأموال وتحاسب وتراقب وتتدخل.. وهو ما يوحى أيضا أن القضية هى المال وليس حرية القرار. مع أن تلك الأموال هى مال الشعب.. وليست مال الوزير ولا أى وزير. ثم أن من وظائف الدولة أن تقدم خدمات وترعى الشباب والأندية والرياضة مثل الصحة والتعليم والتموين وهى تحصل الضرائب من أجل ذلك، والشعوب تنتخب الحكومات وتختارها كى تخدمها وليس كى تتسلط عليها.
•• وكنت أفهم أن يجتمع الوزير (لأنه وزير) وهو شخصية رياضية وإدارية، وله تجاربه فى هذا الصدد، بالشخصيات المسئولة فى اللجنة الأوليمبية وفى الأندية ويجرى حوارا حول سبل المضى قدما فى ملاحقة العصر ومواكبة المواثيق واللوائح الأوليمبية. ثم يخرج من تلك القضية ليبحث لنا عن حلول عملية لتطوير الحركة الرياضية بأكملها باستقلال الأندية، وبحل واحدة من أقدم المشاكل، وهى هل الرياضة نشاط أهلى مستقل أم أنها نشاط حكومى يخضع لسلطة الدولة؟. وفى الحالتين هناك ثمن سوف يدفع، إلا أن دولتنا العظيمة تريد دائما حل مشاكلها وأزماتها دون أن تدفع ثمنا ودون أن يدفع الناس ثمنا، ولذلك وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
•• إن قضية اللوائح ربما تعنى أعضاء النادى الأهلى والزمالك. وأعضاء سموحة والجزيرة والمعادى وهليوبوليس. لكنها لا تعنى ملايين الناس فى أندية أخرى، أو ملايين الناس فى المدرجات يهمهم أكثر ماذا يفعل الأهلى فى بطولة العالم للأندية ومتى يعود الدورى، فالعراك الدائر يبدو أنه صراع بين وزير يريد أن يفرض سلطته ويحكم الرياضة، وبين شخصيات تحركها شهوة المنصب، وتتمسك بمقاعدها، خاصة أن ما أخذ من اللوائح هو فقط بند الثمانى سنوات وأهمل الإعلام كل بنود اللائحة الأخرى.. والسبب معروف: الشخصنة!
•• لن أصدق الإعلام الذى يهاجم الوزير ويراه متعنتا مستقويا بسلطته. ولن أصدق الإعلام الذى يهاجم رئيس اللجنة الأوليمبية ويراه مستقويا بالخارج.. لكننى أصدق فقط روحى الرياضية التى عاشت معى طوال حياتى وعلمتنى المنطق، واستقبال الانتصار بتواضع، واستقبال الانكسار بامتصاصه. لن أصدقكم جميعا.. فهناك نص بموقع اللجنة الأوليمبية يحسم الخلاف.. وسوف أصدق هذا النص لأنه من جهة محايدة.. تتعامل مع الرياضة المصرية كما تتعامل مع كل حركة رياضية تسكن كوكب الأرض.. و«فضوها سيرة بأه»، وحلوا المشكلة التى أغرقتكم وجعلتكم صغارا أمام الرأى العام الذى لا يرى ما ترونه ولا يهتم بما تهتمون به ويشعر أنها معركة شخصية يستغل فيها اسم مصر شأن كل المعارك التى تستخدم فيها مصر.. يا عينى عليكى يا مصر!