يعنى إيه.. ألعاب أوليمبية ؟!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 - 10:35 م
بتوقيت القاهرة
** أصبح مركز تدريب الفرق القومية بالمعادى منارة للرياضة المصرية، بعملية التجديد الشاملة التى أجريت عليه فى ملاعبه وصالاته وفندقه. وقد عاصرت تطور هذا المركز منذ أن كان ناديا فى مطلع الستينيات، وكان يسمى نادى المعادى الجديدة، وتأسس خصيصا لإحياء المنطقة التى كانت صحراء جرداء حتى العين السخنة وجبال السويس. ومع حرب 1967 توقف النشاط الرياضى فى نادى المعادى الجديدة، وحين عادت الحياة إلى طبيعتها، وشأن المنشآت التى تحتار فى ملكيتها بين الوزارات وبين الشركات تدهور الحال بالنادى و اندثر، وباتت ملاعبه مرتعا للأغنام والماعز تتنافس فيما بينها للفوز بالنجيل الطبيعى وبالنباتات الشيطانية.
** تذكرت الدولة المركز حين فكر مجلس إدارة الأهلى عام 1976 بقيادة الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى تأسيس فرع للنادى، ولم تنجح الفكرة لابتعاد المعادى عن قلب القاهرة ولصغر مساحة نادى المعادى الجديدة، وذهب الأهلى فيما بعد إلى مدينة نصر وحصل على أكثر من 50 فدانا، وقرر الدكتور عبدالأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللواء عبدالكريم درويش رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية فى مطلع الثمانينيات تحويل نادى المعادى الجديدة إلى المركز الأوليمبى..
** فى لقاء حضره وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز عرضت اللجنة الأوليمبية موقف الرياضيين واللعبات من دورة ريودى جانيرو الأوليمبية فى صيف 2016 وجاء فى هذا العرض أن مصر مرشحة للمنافسة على عدد ميداليات يتراوح بين 5 و8.. وربما يزيد أو يقل وفقا للحالة البدنية والذهنية للرياضى..
** الجديد أن الرياضيين المصريين تنوعت إنجازاتهم فى هذه الفترة، وشملت السباحة القصيرة، ورفع الاثقال، وألعاب القوى ( الرمى ) والسلاح والرماية والملاكمة والجودو والتايكوندو.. لكن مازال هناك عدم تقدير عام لاسيما من جانب الإعلام لأهمية الدورات الأوليمبية والمشاركة بها، فالتمثيل المشرف الذى أصبح سبة، هو جوهر الألعاب الأوليمبية.. وأى رياضى حقيقى يعلم معنى الشعار الأوليمبى الذى أطلقه بيير كوبرتان: (أهم شىء فى الألعاب الأوليمبية ليس الانتصار بل مجرد الاشتراك وأهم ما فى الحياة ليس الفوز بل النضال بشرف) .
** ولأن تلك الحقيقة تحتاج إلى دليل علمى وبالأرقام فقد شارك فى دورة لندن الأوليمبية الأخيرة عام 2012 ما يقرب من عشرة آلاف وخمسمائة رياضى ورياضية فى 302 مسابقة فى 26 لعبة.. وأحرز ميداليات 962 رياضيا من ضمن هذا العدد الضخم. يعنى عاد مايقرب من تسعة آلاف رياضى ورياضية إلى 202 دولة شاركت فى الدورة بدون ميداليات.. فهل كانت تلك سبة أو كارثة أو فضيحة ؟!
** علينا بالطبع أن نفهم ماهو التمثيل المشرف وماقيمته، فلو دخل سباح أو سباحة النهائى ( أ ) فى ريو دى جانيرو فهذا بمفهوم التمثيل المشرف يعد إنجازا مصريا وعربيا.. ويمكن القياس على ذلك، أما إحراز ميدالية فهو بطولة وانتصار عظيم.. وبالتالى لابد أن يتوقف هذا الضغط الإعلامى فى كل دورة أوليمبية لأنه يتحول إلى ضغط من جانب الرأى العام..
** تبقى جزئية مهمة، وهى أن الدورة القادمة تستحق منا اهتماما خاصا، وأحلم شخصيا ببعثة كبيرة ( بـتأهل كرة القدم وكرة اليد ).. وتكون الرسالة فى طابور العرض رياضية وسياسية وحضارية، وبأزياء مختارة بعناية، وبتصميم لائق وبألوان جميلة.. وهذا الزى يساوى عندى ميدالية أوليمبية ذهبية..؟!