تكرار لسيناريو عز

ماجدة خضر
ماجدة خضر

آخر تحديث: السبت 2 فبراير 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

يوميا نسمع عن زيادات جديدة فى أسعار الحديد وصلت بسعر الطن إلى 5300 جنيه وارتفعت الأسعار على التوالى وعلى مدى شهر يناير ثلاث مرات وها هى الشركات المنتجة تستعد لإعلان أسعار جديدة لشهر فبراير بحجة ارتفاع أسعار الدولار وتحقيقها خسائر كبيرة.. الغريب ان الشركات التى تدعى الخسائر والحث فى فرض رسوم إغراق على الحديد المستورد وتحقق لها ما ارادت حملت المستهلك وحده نتيجة هذا القرار برفع السعر عليه بنحو 1000 جنيه والآن نحن بصدد زيادات جديدة بسبب الدولار رغم أن بعض الشركات اتبعت خلال الفترة الماضية سياسة تعطيش السوق وقلة المعروض به لإشعال الأسعار فى الوقت الذى تحتفظ بمخزون هائل من المواد الخام اللازمة للصناعة لا يجعلها مضطرة فى الوقت الحاضر للاستيراد بالدولار.

 

إذن الزيادات التى سوف يعلن عنها غير مبررة ومن ينظر الى ميزانيات الشركات المعلنة بالبورصة يجد أن المنتجين حققوا ارباحا خلال الفترة الأخيرة ولم يخسروا ووزير التجارة والصناعة الذى أتاح لهم الفرصة للاستحواذ على السوق بفرض قرار رسم الإغراق حماية لمنتجاتهم ومصالحهم ترك الفرصة للسماسرة وكبار الوكلاء الذين يحصلون على حصص كبيرة ببيعها بأسعار مرتفعة لتجار التجزئة وتحميل الفارق على المستهلك دون اى تدخل رقابى على تلك الممارسات.

 

هل سنعود من جديد لزمن أحمد عز وتشجيع وجوه جديدة ظهرت على الساحة لتقوم بنفس ممارسات العهد السابق تمتلك سلطة تحديد الأسعار الشهرية للحديد وقيادة السوق وكانت وراء فرض رسوم جمركية على المستورد حماية لمنتجاتها وحفاظا على نفوذها؟ هل سنعود من جديد لزمن الرسائل الهاتفية لأصحاب المصانع والتجار الصادرة من النجم الجديد البازغ فى سوق الحديد وعالم البيزنس تأمرهم بتحديد السعر الذى أقرته خلال الشهر؟ هل نعود الى زمن عز فى تعطيش السوق وقد كانت البداية لاحتكار حقيقى لسوق الحديد فى مصر أدى لرفع أسعاره لـ7000 جنيه للطن وبالشكل الذى لم تشهده مصر من قبل وعندما بدأ التجار الاتجاه للاستيراد سعيا لكسر دائرة الاحتكار قام عز باستصدار قرار من وزير التجارة والصناعة وقتها بفرض رسم إغراق على البليت القادم من الخارج ليصبح عز هو المسيطر على سوق الحديد.

 

يبدو أن السيناريو يتكرر رغم تغير الزمان وقيام ثورة ضد الفساد السياسى والاقتصادى يلعب فيه آخرون نفس الأدوار سواء من يؤدون دور الحكومة أم من يمثلون اصحاب المصالح والنفوذ على الأرض ومن خلال خبرتنا بكل السيناريوهات السابقة المواطن الكادح المهمش دائما على مسرح الأحداث هو الذى يدفع الثمن بتحمله مزيد من الأعباء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved