نحن والثورتان
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 2 فبراير 2014 - 8:15 ص
بتوقيت القاهرة
للأسف يظهر فى الآونة الأخيرة كلام عقيم عن ثورتى 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013 وهل هما ثورتان أم ثورة واحدة بموجتين؟ هل هما فى توافق أم فى تضاد؟ ويذهب البعض إلى لعن ثورة 25 يناير وثوارها، بينما يثمنون ثورة 30 يونيو رغم أنه من البديهيات أن لولا ثورة 25 يناير ما كانت ثورة 30 يونيو. ومن البديهى أيضا أن الثورة ــ أى ثورة ــ هى ثورة جماهير تخرج لتعبر عن حاجتها لتغير نظاما مستبدا وظالما وتخرج هذه الجماهير بتلقائية بل وعشوائية بعد أن فاض بها الكيل ولا تجد إلا الشارع لتعبر فيه عن نفسها دون رأس يقودها وبرنامج منظم أو أجندة أو تنظيم.
والشباب فى هذه الثورات هو رأس حربتها ووقودها، بالطبع هم بلا خبرة فى العمل السياسى وألاعيبه حدث هذا فى الثورة الفرنسية التى نستشهد بها كثيرا وهذا ما يجرى حاليا فى أوكرانيا على سبيل المثال رغم اختلاف الظروف والمطالب، وإذا وجد عدد قليل من الشباب عليهم مأخذا فسيبين ذلك القضاء بعد محاكمة عادلة ولكن فى المجمل الثوار أنقياء وطاهرون والشباب منهم متحمسون فقد رأيت بأم عينى فى الميدان شبابا صغيرا وأيضا شبابا كبيرا وعواجيز نسوا سنهم وتعبهم وأمراضهم ونساء تركن بيوتهن وكنبهن ومطبخهن ليعبرون عن أن كيلهن فاض، فالثورة إن كانت 25 يناير أو 30 يونيو ليست ثورة شباب ولكن ثورة شعب بصغاره وكباره وبشبابه وكهوله وبرجاله ونسائه.
وإن كانت لثورتى 25 يناير و30 يونيو سمات مشتركة أبرزها خلع الحاكم أو جماعته الظالمة المستبدة، لكن لكل ثورة أيضا ظروفها المختلفة عن الأخرى، فمن الهراء أن نقول أن الثانية ضد الأولى ولكن بالأحرى الثانية والأولى تتكاملان وأبرز ما فيهما أن صوت الشعب الغاضب أقوى من أى حاكم. فالشعب مازال يريد «عيش حرية كرامة إنسانية». هذه هى إرادته وطموحاته وآماله وأحلامه وحقه قد يصدق الكلام الناعم والمعسول إلى حين ولكن ليس كل حين.