البابا فرنسيس فى الإمارات.. زيارة تاريخية
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 2 فبراير 2019 - 11:35 م
بتوقيت القاهرة
بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا روما إلى الإمارات العربية المتحدة وجه قداسته الخميس الماضى رسالة فيديو لشعب الإمارات كاملا: «يا شعب الإمارات العربية المتحدة الحبيب، السلام عليكم! أنا سعيد لتمكنى من زيارة بلدكم العزيز بعد أيام قليلة، تلك الأرض التى تسعى لأن تكون نموذجا للتعايش وللأخوة الإنسانية، وللقاء بين مختلف الحضارات والثقافات، حيث يجد فيها الكثيرون، مكانا آمنا للعمل وللعيش بحرية، تحترم الاختلاف».
وهذه أول زيارة لبابا روما فى أرض شبه الجزيرة العربية فهو ذاته يقول «إننى سعيد بهذه المناسبة التى منحنى إياها الرب فهى صفحة جديدة من تاريخ بين الأديان، نؤكد فيها «أننا إخوة حتى وإن كنا مختلفين». ومن المعروف أن قداسة البابا دائما يدعو إلى بناء الجسور والمعرفة المتبادلة فى جو من الحوار والثقة بين المسيحيين والمسلمين.
فبجانب لقاءاته الكثيرة مع رجال الدين الإسلامى من أنحاء العالم الذين يزورون الفاتيكان إلا أن البابا أيضا زار بلادا فيها مؤمنون مسلمون سواء أقلية أو أكثرية. ففى مايو 2014 زار الأردن وفى سبتمبر 2014 فى قلب أوروبا زار ألبانيا وفى نوفمبر 2014 زار قداسته تركيا وفى نوفمبر 2015 زار قداسته إفريقيا الوسطى التى من داخل مسجدها فى وسط بنجى قال «المسيحيون والمسلمون معا هم إخوة ولا داعى للعنف»، وفى أكتوبر 2016 زار قداسة البابا فرنسيس مسجد باكو فى أذربيجان، مؤكدا أن العنف لا يجب أن يتم باسم الله.
أما فى إبريل 2017 زار قداسته مصر حيث زار مشيخة الأزهر والإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، مؤكدا «أن الله اسمه قدوس وهو إله السلام وأن استعمال العنف باسم الدين هو تشويه لصورة الله وتجعل عبادته لعبادة الأوثان».
أما فى ديسمبر 2017 أثناء زيارته لدكا فى بنجلاديش ذكر على القيادات الدينية إعلان بصوت واحد أنهم ضد العنف، أما اليوم إلى 5 فبراير يتم زيارته فى أبوظبى لكى يلتقى من جديد فى مؤتمر مع الأمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وعلماء والذى سبق أن التقى به فى مايو 2016 ونوفمبر 2017 ونوفمبر 2018 بجانب زيارته إلى القاهرة فى إبريل 2017 وكذا مع علماء المسلمين، أما فى 31 مارس القادم سيزور قداسته المغرب التى سبق أن زارها القديس يوحنا بولس الثانى.
دول الخليج العربى هى من الدول المنفتحة على الاديان الأخرى وفيها مطرانيتان لخدمة المسيحيين الذين يأتون إليها من مصر والأردن ولبنان وسوريا وأيضا الهند وباكستان والفلبين وغيرها من البلاد فهى ملتقى بفعل التجارة والصناعة المزدهرة فيها بجميع الجنسيات والأديان فى العالم أجمع. كما يجدر الإشارة إلى أن العربية السعودية تهتم جدا بالحوار الإسلامى المسيحى وتدير هيئة خاصة مقرها أوروبا من أجل هذه الغاية. كذلك استقبلت غبطة البطريرك الكاردينال الراعى بطريرك الموارنة واستقبلت رئيس لجنة الحوار فى الفاتيكان المرحوم لويس طورون كذلك أحبار من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية والكنائس الأخرى. فنحن نشهد عهدا جديدا فى العلاقات بين الأديان قائمة على المحبة والتسامح والحوار والعيش المشترك. فلندعو جميعا لنجاح هذه الزيارة.