انقلاب إنسانى
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 2 مارس 2009 - 2:43 م
بتوقيت القاهرة
فى تحول مفاجئ لاستراتيجية أهم ثانى شركة للأدوية فى العالم «جلاكسو» Glaxo smith kLINe أعلن مديرها «أندرو ويتى» Andrew witTy أن شركته ستطرح كل أدويتها بأسعار مخفضة للعالم الثالث، بل وستنفق 20٪ من أرباحها لدعم المستشفيات وبناء العيادات الطبية التى تخدم فقراء العالم.
أعلن أيضا فى حدثه لصحيفة الجارديان الأسبوعية الإنجليزية ترحيبه بأن ينضم إليه أى من شركات الدواء الأخرى للتعاون مع الهيئات غير الحكومية لدراسة ما يجب عمله تجاه الأمراض المتوطنة فى المناطق الحارة والاستوائية.
قنبلة إنسانية فجرها السيد أندرو ويتى فى وجه العالم فاختلفت ملامحه بين مصدق ومكذب، لقد كانت شركات الأدوية العملاقة هدفا دائما للمدافعين عن حقوق الإنسان، ولا يخفى عن أحد أنها كانت دائما صاحبة الأسهم الأعلى فى عالم الاستثمار، والمتابع لسوق المال يعرف جيدا أرقام الأرباح المذهلة التى ما زالت تجنيها شركة فايزر جراء اكتشافها للفياجرا بالمصادفة، حيث إن التجارب الأولية كانت لاستخدام الدواء لتوسيع شرايين القلب التاجية.
تحصنت شركات الدواء دائما فى قلاع اقتصادية متينة، وظل العمل فى معاملها يتم تحت شعار من السرية الكاملة التى ربما لا تتوافر لقيادات الجيوش. لها سياستها التى يضعها مجلس حرب لتطبق حرفية فى العالم كله، وبدت كيانات صناعة الدواء كيانات صناعية تصنع سياسة العالم، وتتدخل فى كل شئونه وتدير هيئاته من وراء ستار وتجرى تجاربها على إنسان العالم الثالث بلا رقيب.
وقد حاولت الهيئات غير الحكومية التى تعمل فى مجالات العمل الإنسانى والاجتماعى أن تدفع شركات الأدوية لتخفيض أسعار الأدوية التى تؤثر فى حياة الإسان كأدوية مرض الإيدز الذى استشرى فى آسيا وأفريقيا فلم تفلح.
جاءت كلمات السيد ويتى قاطعة «لقد عملنا دائما وعيوننا على العالم المتقدم، فهل فكرنا أبدا فى العالم النامى؟ أعتقد أننا نفعل ذلك الآن».
صدقت يا سيدى ولعله أول انقلاب إنسانى على أحكام عالم بلا قلب.
إدعوا الله معى أن يتحول إلى ثورة.