الانظياط - الانظياط
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 2 مارس 2014 - 8:05 ص
بتوقيت القاهرة
الآن جاءت حكومة جديدة بوجوه جديدة ودم جديد بعد أن طالبنا باستقالة الحكومة القديمة منذ اليوم الأول لها، وبعد هذه الحركة التغييرية يأتى السؤال أوتوماتيكيا: ماذا نريد من الوزارة الجديدة؟ فنستدعى القائمة التى فى عقلنا ونبدأ فى السرد، نريد الأمن والأمان والقضاء على الإرهاب وتحسين رغيف العيش وإيجاد عمل للشباب وتحسين وضع العاملين ورفع الأجور وإيقاف المطالب الفئوية وتطوير التعليم والصحة وحل أزمة سد النهضة وعدم ترك إفريقيا للنهم الإسرائيلى وإلى آخره من المطالب التى لا تنتهى ولن تستطيع الحكومة الجديدة أن تفعله فى أقل من ستة أشهر فهى حكومة مؤقتة هى الأخرى، ولذلك أطالب رئيس الحكومة الجديدة ألا يعد بوعود وردية ولا يوسع دائرة تلبية التوقعات ولكن أطالب الحكومة أن تقول إننا فى الزمن الضيق هذا لن نسطيع أن نفعل كل شىء ولكن سنفعل فقط هذا وذاك حتى يكون معلوما للجميع وهذا يتطلب وعدا قاطعا ينفذ من قبل الحكومة ومنهجها فى وضع الأوليات ووضع الخطط واستنباط أفكار جديدة وفوق كل ذلك انضباط فى الأداء.
فعلينا أن نعترف أننا كمصريين نتمتع بالفقاقة والفهلوة والذكاء ولكن أيضا بالانظياط ظيطة فى حياتنا، ظيطة فى شوارعنا، ظيطة فى الدواوين الحكومية فنحن نعيش فى ظيطة كبيرة.
بينما الآن نحن نحتاج إلى انضباط فائق فى أداء كل منا، انضباط فى الدواوين الحكومية وانضباط فى الشارع وانضباط فى البيت وانضباط فى العمل حتى ننهض بمصر وكلما كانت هذه الفترة قصيرة المدة أخذت مصر وضعها العالمى وتحسن اقتصادنا. فالانضباط هو أولى مهام الوزارة الجديدة القصيرة المدة ولكن إذا وضعت مصر وشعبها على طريق الانضباط وباحترام القوانين واحترام الإنسان فى حد ذاته الآن تكون قد فعلت عملا كبيرا وجليلا، ومثال على ذلك استطاع المرحوم اللواء أحمد رشدى أن يعيد الانضباط إلى الشارع المصرى فى وقت قصير وإن كان الناس دفعوا غرامات وانسحبت رخصهم وإلى ذلك من تنفيذ القانون إلا أن الجميع تقبل ذلك برضا وظل عمله هذا ذكرى نتذكرها إلى اليوم.