نتنياهو يصر على تدمير العلاقات مع الولايات المتحدة
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الإثنين 2 مارس 2015 - 2:30 م
بتوقيت القاهرة
استفادت إسرائيل خلال ثلاثة عقود ونصف منذ توقيع معاهدة السلام مع مصر، من تعاون استراتيجى أمنى فضلا عن تعاون دبلوماسى واقتصادى مع الولايات المتحدة الأمريكية. لكن هذا الترتيب المهم الذى انتظمت أموره مع معرفة كل طرف دوره فى المعادلة، معرض جديا للتعطيل من جراء أفعال نتنياهو. ويبدو أن رئيس الوزراء، لاعتبارات انتخابية بشكل أساسى، مصمّم على أن يكون بمثابة كرة تدمير. وعشية الانتخابات فى إسرائيل، يصرّ نتنياهو على إلحاق الأذى بأهم علاقات إسرائيل. إن قبضته على السلطة آخذة فى الضعف، ولذلك هو يتصرف كشخص ليس لديه ما يخسره.
بدل احترام الرئيس الأميركى والامتناع عن التدخل فى شؤونه الداخلية وفى سياسته الخارجية، يصرّ نتنياهو على إحراجه فى عقر داره، وسوف يتحداه داخل قبة الكابيتول (مقر السلطة التشريعية الأميركية)، ويحث خصومه السياسيين على تعطيل مفاوضاته مع إيران، فقط من أجل أن يصوّر نفسه "منقذا للأمة" فى بلده، وأن يرضى سيّده الملياردير الأميركى شيلدون أديلسون، المؤيد بشدة لكل من نتنياهو والجمهوريين.
سُمعت تحذيرات منذ اللحظة التى "طبخ" فيها رئيس مجلس النواب الأميركى جون بوهنر بالتعاون مع نتنياهو وسفيره إلى واشنطن رون ديرمير، أمر الخطاب المعادى لأوباما أمام الكونجرس، وتتبين صحة هذه التحذيرات مع مرور كل يوم. ولا يمكن أن تكون تصريحات وزير الخارجية الأميركى جون كيرى ومستشارة الأمن القومى سوزان رايس أكثر وضوحا بشأن وقاحة نتنياهو وأثرها التدميرى، سواء بالنسبة لجوهر المسألة الإيرانية، أو بالنسبة لزيادة حدة خلافات أميركا السياسية الداخلية بين الجمهوريين والديمقراطيين.
فلو كان نتنياهو قائدا مسئولا، لما انخفض إلى هذا الدرك ودخل فى مواجهة مباشرة مع رئيس الولايات المتحدة، بل كان بالتأكيد سعى لتحالف مصالح متين مع أوباما مبنى على تفاهمات متبادلة. عندئذ وبالتأكيد، كان سيكون فى استطاعته ممارسة تأثير فى المفاوضات مع إيران، فى حين لا يُتوقع أن يكون لخطابه أى تأثير على الإطلاق، فى ما عدا تدمير علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة.
هذا القرار المعيب الذى هو بمثابة الثقة التى وضعها الجمهور فيه بصفته قائدا سياسيا ورجل دولة، يؤكد الحاجة إلى انتخاب رئيس حكومة آخر. وستكون واحدة من أولى مهمات رئيس الحكومة الجديد، إصلاح ما دمّره نتنياهو.
افتتاحية هاآرتس
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية