المجتمع المدنى وحوار يجب أن يبدأ
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 2 مارس 2018 - 10:15 م
بتوقيت القاهرة
نشرت جريدة المصرى اليوم تصريحا لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى تناقلته وسائل التواصل الاجتماعى، كان فى الواقع خبرا هاما أسعدنى إلى حد كبير، وبدا كالضوء فى نهاية نفق مظلم.. حينما حاولت أن أتتبع تفاصيل الخير عثرت عليها من موقع لا ارتاده عادة ولا استقى منه أخبارا ويناقض فكرى جملة وتفصيلا.
لكنى فى الواقع استعدته لمرات حتى أتأكد أن القائل هو الرئيس بذاته وأن الفكرة واضحة تماما: دعوة منه لمشاركة المجتمع المدنى فى حل مشكلة الصحة فى مصر، الأمر الذى يعنى أنه على علم كامل بتفاصيل تراجع الخدمة الطبية فى كل مستشفيات الدولة ومأزق نقص المستلزمات الطبية رغم كل مهرجانات الإعلام التى تبث على الهواء مباشرة وقائع برامج السيرك القومى: زيارات المستشفيات المسجلة بالصوت والصورة و«الفور جى»، افتتاحات الأقسام الوهمية وشكاوى الغلابة التي تجد دائما حلولا فورية وقرارات حاسمة. ناهيك عن النمر المتقنة الإخراج للكاميرا الخفية التى تضبط الأطباء دائما فى حالة تلبس بالإهمال والتقصير وهم يرتجفون أمام السادة المسئولين بدءا من رتبة السيد اللواء الركن المحافظ وربما «المحافظة». مسلسلات إهانة الأطباء وإلقاء كل التهم جزافا عليهم إذا ما حاولوا أن يتحايلوا على نقص الأدوات والمستلزمات لإنقاذ مرضاهم الذين لا حول لهم ولا قوة؛ لأن أصحاب الحول والقوة يلجئون للسفر للخارج أو على أقل تقدير يلجئون للمستشفيات الخاصة.
إذن سيدى الرئيس فأنت تعلم.
< حمل حديث الرئيس رسالة واضحة وقوية للمجتمع المدنى الذى يستقر ضميره فى تراب الوطن لا ينتظر مددا من الخارج ولا دعما من منظمات تعمل تحت مظلة أجهزة مخابراتية متخصصة فى برامج هدم الشعوب الذاتى ولا نتخفى وراء قناعات سياسية أو دينية.
< الأهم هوو ما يبدو جليا فى إيمان الرئيس بدور المجتمع المدنى الذى يراه قادرا على إدارة المستشفيات باتقان أفضل مما تقدمه الحكومات وبميزانيات من تبرعات المصريين أنفسهم من أصحاب النفوس التى جبلت على الوطنية وحب الخير وأداء الواجب.
سيادة الرئيس:
ندعوك هذا الأسبوع للقاء سيدة مصرية عظيمة شفيفة النفس تحول ألم فقدان الزوج وولدين فى حادث إلى طاقة نور قادتها إلى معهد القلب القومى تشترى بما قيمته مليون جنيه مستلزمات طبية لازمة دعمًا لرسالة المعهد فى علاج غير القادرين، أحتفظ باسمها رغبة منها فى عدم الإعلان عن اسمها، لكنى أؤكد لك أنها مثل لأى سيدة تحمل ملامح المصريين البسيطة، وربما كان ذلك كل ما تملك من رصيد لمواجهة الزمن لكنها قدمته عن طيب خاطر لعلاج مرضى القلب.
الاحتفالية تبدأ فى الثانية عشرة يوم الاثنين ٥ مارس بافتتاح العمل بغرفة للرعاية المتوسطة تحمل اسم عائلتها (رحمها الله) وتكريما لاسم زوجها.
سيدى الرئيس:
درجت على ممارسة العمل الخدمى التطوعى خاصة فى مجال صحة الإنسان لذا وقع حديثك موقعا حسنا فى نفسى، وأظن كذلك فى نفوس الكثيرين ممن يعملون لوجه الله تعالى والوطن فى غير جلبة ولا إعلان لا ينتظرون جزاء ولا شكورا، إلا رضا النفس وسعيا لأداء الواجب. ابدأ حوارك يا سيدى مع المخلصين فى المجتمع المدنى وأصحاب الخبرات والنوايا الطيبة والرغبة الحقيقية فى العمل والبعد الكامل عن الصبغات السياسية.. هناك أفكار كثيرة رائدة لتعاون المجتمع المدنى مع الحكومات فى خدمة المواطن يمكن مناقشتها والتوصل إلى حلول وبرامج تدعم وجود المجتمع المدنى فى المستشفيات فى صور متعددة تدفع عجلة العمل فيه وتؤصل لقيم إنسانية نحتاجها.. حوار يجب أن يبدأ تسبقه دراسة عميقة من أصحاب الخبرة حتى إذا لم يكونوا من أهل الثقة وأصحاب المناصب.
وللحديث ــ إن شاء الله ــ بقية.