ابن خلدون.. يقرأ الحاضر والمستقبل
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 2 يونيو 2023 - 8:50 م
بتوقيت القاهرة
• ابن خلدون فخر تونس التى نشأ فيها وجامعة الزيتونة التى تعلم فيها وهى صنو الأزهر والأندلس التى عمل فيها فترة، ومصر التى كتب فيها كتبه وأبدع فيها فكره ثم مات ودفن فيها.
• قال عنه جورج مارسيز «إن مؤلف ابن خلدون هو أحد أهم المؤلفات التى أنجزها الفكر الإنسانى» وقال عنه أرنولد توينبى «ابتكر ابن خلدون وصاغ فلسفة للتاريخ تعد أعظم ما توصل إليه الفكر البشرى فى مختلف العصور والأمم»، وقالوا عنه أيضا «أنه أول من اكتشف العوامل الاقتصادية وعلاقات الإنتاج».
ووصفه جارودى بقوله «ابن خلدون العالم والفنان ورجل الحرب والفقيه والفيلسوف يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية».
• أعجب الغرب بابن خلدون لأن فكره يعد «أول تقديم لا دينى للتاريخ» وهو أول مؤسس لعلم الاجتماع عامة وعلم الاجتماع السياسى خاصة، وكان يطلق عليه وقتها «فقه العمران».
• وتعد ترجمة حياة وفكر ابن خلدون أكثر ترجمات غربية لشخصية فى التاريخ الإسلامى.
• لم تأتِ عبقرية الرجل من فراغ فقد كان أجداده يشغلون مناصب سياسية ودينية رفيعة وكانوا أهل جاه ونفوذ وعلم، وعمل فى القضاء ثم سفيرا ووسيطا بين الملوك والرؤساء، فضلا عن تفرغه التام للعلم سنوات طويلة حتى أنجز كل ما اختمر فى عقله طوال هذه السنوات.
• والسؤال الآن مات ابن خلدون منذ أكثر من 600 عام فهل ما زالت أفكاره صامدة حتى عصرنا الحالى أو هل يمكن أن تستفيد أمتنا منها؟ سأطرح بعضها تاركا للقارئ الحكم عليها:
• الظلم مؤذن بخراب العمران «أى الدول والمجتمعات» لك أن تطبقها على أى مجتمع لترى دقتها.
• إن القبيلة إذا قوى سلطانها ضعف سلطان الدولة، إذا قوى سلطان الدولة ضعف سلطان القبيلة، يكفى أن نضع كلمة الجماعات محل القبيلة لترى مصداقية هذه القاعدة، فهى تحل فى مساحات الفراغ الاقتصادى والاجتماعى والعلمى والثقافى الذى تتركه الدولة.
• الطغاة يجلبون الغزاة «لك أن تراها فى الخديوى توفيق، وصدام حسين، والقذافى، وعبدالله صالح وغيرهم».
• الاستبداد يقلب موازين الأخلاق فيجعل من الفضائل رذائل ومن الرذائل فضائل «ترى ذلك فى معظم بلاد العرب والمسلمين فرغم وجود الأديان إلا أنك تراهم أكثر البلاد إخلافا للوعد وإهمالا فى العمل وخيانة للأمانة وهروبا من المسئولية وليس بسبب غياب الدين ولكن لكثرة الاستبداد فيهم».
• يرفض ابن خلدون تدخل الدولة المباشر فى الإنتاج والتجارة لما يترتب عليه من أضرار اقتصادية ويرى أن حاجة الدولة للمال هو الذى يدفعها لذلك مما يؤدى إلى عكس مقصودها، انظر إلى فشل الدول الشيوعية والاشتراكية.
• «الصناعة هى السبب الأساسى فى الازدهار الحضارى» حينما أخذت الصين وكوريا وماليزيا واليابان بهذه القاعدة تطورت، أما الدول العربية فلم تصنع سيارة أو توك توك فصارت إلى ما صارت إليه.
• الفلسفة من العلوم التى استحدثت مع انتشار العمران تكثر بالمدن وعلى الناظرين فيها الاطلاع على العلوم الشرعية قبلها حتى يضبط الشرع حركتهم فلا يقعوا فى معاطب الفلسفة، وهذه والله من أدق حكمه.
• «دخول الحكام والأمراء للسوق والتجارة والفلاحة، مضرة عاجلة للرعية وفساد للجباية «الاقتصاد» ونقص للعمارة «فذلك للمجتمع وليس للحكومات».
• «الكبر والشيخوخة إذا نزل بالدولة لا يرتفع عنها» أى لا يزول عنها.
• «اتساع الدولة أولا إلى نهايته ثم تضايقه طورا بعد طور إلى فناء الدولة».
• الاجتماع الإنسانى ضرورى فالإنسان مدنى بطبعه ولابد له من الاجتماع ومن العجز استكمال وجوده وحياته وحده فهو محتاج إلى المعاونة فى حاجاته جميعا بطبعه.
• العصبية نزعه طبيعية فى البشر مذ كانوا.
• الغاية التى تجرى إليها العصبية هى الملك «أى الحكم» والملك إذا ذهب عن بعض الشعوب فلابد أن يعود إلى شعب آخر.
• المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب فى شعره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده لأن النفس تعتقد الكمال فيمن غلبها.
• الدولة لها أعمار طبيعية كالأشخاص.
• الأمة إذا هزمت وصارت فى ملك غيرها أسرع إليها الفناء.
• العدل إذا دام عمر، والظلم إذا دام دمر، ولا تستقيم رعية فى حالة كفر أو إيمان بلا عدل قائم أو ترتيب للأمور يشبه العدل.
• القضاء هو عقل الشعب ومتى فقدوه فقدوا عقولهم.
• من أهم شروط العمران سد حاجة العيش والأمن.
• غاية العمران هى الحضارة والترف، فإذا بلغ غايتهم انقلب إلى الفساد وأخذ فى الهرم.
• إذا رأيت الدول تنقص من أطرافها وحكامها يكنزون الأموال فدق ناقوس الخطر.
• العدوان على الناس فى أموالهم ذاهب بآمالهم فى تحصيلها واكتسابها، وهذا يؤدى إلى ضياع العمران البشرى «أى ضياع المجتمعات والدول».
• فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية.
• التاريخ فى ظاهره لا يزيد عن الأخبار ولكن فى باطنه نظر وتمحيص.
• أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر.
• المعتدل من الأقاليم «أى البلاد» والمنحرف له تأثير فى ألوان البشر والكثير من أحوالهم.
العربى بغير الإسلام لا يساوى قلامة ظفر.
• «العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك».
وكأن الرجل والله يقرأ واقعنا ويتحدث عن آلامنا.