عادل عدوى.. عودة الروح للجمعية الطبية المصرية
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 2 أغسطس 2019 - 9:15 م
بتوقيت القاهرة
كان دائما مصدر فخر لى أننى تتلمذت على أيدى من نتطلع اليوم إلى أسمائهم باحترام يقترب من حدود الخشوع. أعلام فى سماء مهنة الطب ورسالته السامية، كثيرا ما تشرفت رتب الباشوية والبهوية بالانتساب لألقابهم وأسماء عائلاتهم. كان ذلك دائما ملاذى للهرب من واقع أظننا جميعا نكرهه الآن ونتمنى زواله.
أذكر أننى حتى فى أيام امتحانات الشفوى لم أكن أجرؤ على الجلوس فى حضرة أساطين للطب كعلى بك عيسى أو على بك رمزى، رغم الدعوة المتكررة للجلوس وثقة بالنفس لمن أدى واجبه على أكمل وجه.
نعم: هو حديث ذو شجون أثاره الاستاذ الدكتور عادل عدوى، جراح النظام الأشهر ووزير الصحة الأسبق فى حديثه لى عن أحد أهم الأحداث المهمة التى مرت، ربما دون أن يمنحها المجتمع الطبى الاهتمام الذى نستحقه بالفعل.
أخيرا تعود الروح لأول وأقدم جمعية طبية فى وطننا: الجمعية الطبية المصرية والتى تعود الثانية على مستوى العالم، حيث تأسست عام ١٩٢٠ وقام بافتتاح فعالياتها جلالة الملك فاوق الأول، وكان أن وضع حجر الأساس لدار الحكمة الحالى وتأسس منها لاحقا اتحاد الأطباء العرب.
مائة عام مرت علي تأسيس الجمعية الطبية مناسبة بلا شك تستوجب الاستعداد للاحتفاء بها علي قدر جلال الحدث، فقد تدعونا إلى مراجعة أنفسنا حينما نتوقف ويعود بنا الزمن مائة عام كاملة لنقف على حقيقة ما كنا.
أمر بلا شك يبعث على الفخر بأيام مضت وزمن جميل وإن ولى.
الجمعية المصرية الطبية القديمة التى نتمنى أن تعيد الروح لنقابة الأطباء فى الحديث من الزمن.
دعا للاجتماع د. عادل عدوى أمين مجلس الجمعية ومقرر المجلس العلمى بمقر الجمعية بدار الحكمة ليترأس الاجتماع الاستاذ الدكتور عبدالحى مشهور، رئيس مجلس إدارة الجمعية، الذى حضره جمع من الأسماء المنفردة بين أطباء مصر. ناقش الاجتماع مستقبل الرعاية الصحية بمصر ومعايير الأداء فى الخدمات الطبية والتعليم الطبى المستمر، ودور الجمعية كمسئولية منفردة لاعتماد الساعات للدورات التدريبية والمؤتمرات. كان من الممكن أن يمر الحدث دون أن يلتفت إليه أحد من السادة الأطباء المشغولين الأن بمعركة الانتخابات القادمة فى أكتوبر القادم، ومنصب النقيب الذى يتسابق للفوز به واحد وعشرون زميلا فى المهنة.
يلقى الأمر فى نفسى هوى، وأرى أن بعث الروح فى تلك المؤسسة العريقة قد يحقق آمالا يتوق إليها كل من كانت مهنة الطب رسالته.
لذا فالتحية واجبة للاستاذ الدكتور عادل عدوى الاسم الذى لم يخفت بريقه بعد أن ترك الوزارة لكنه يعود لمجال الخدمة العامة الآن بمشروع يعيد الروح إلى قضية كانت دائما الأهم وهى الاهتمام بالطبيب ذاته: أدائه وتعليمه وتأهيله ودعم موقفه العلمى وموقعه من المستجدات والمتغيرات من المعرفة الطبية فى مراكز البحث العالمية.
أتوقع إن شاء الله أن تستعيد الجمعية الطبية المصرية شبابها بعد انقضاء المائة الأولي من عمرها المديد، وأثق بلا حدود فى رؤية من تنبهوا لدورها المهم فى دعم رسالة الطب والأطباء، فمازالت جهود عادل عدوى ماثلة فى الأذهان مرتبطة بأنجح المشروعات القومية حتى الآن علاج مصابى فيروس سى.
نحن فى انتظار عودة الروح.