اشتباك أفسد المشهد
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 2 سبتمبر 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● عندما تطول الإجازة، تصبح العودة للكتابة مجهدة، تماما مثل الرياضى الذى يحصل على راحة سلبية، فيبذل جهدا مضاعفا كى يسترد لياقته. إلا أن الجهد الذى أبذله الآن يتضاعف، لأن ما تركته قبل ثلاثة أسابيع هو نفسه ما تركته قبل ثلاثين عاما.. لا شىء يتغير. وكان الأسوأ هو هذا الاشتباك الذى اندلع بين قبيلتى ألتراس أهلاوى وألتراس ديفلز.. فالمشهد فى النهاية شديد السوء، يدين الطرفين، ويدفعنا إلى استدعاء القانون فى مواجهة المشاغبين، ومواجهة هذه الفوضى. التى أفسدت الرياضة وأفسدت كرة القدم وفى طريقها لأن تفسد حياتنا؟.
●● بحثت طويلا عن سبب هذا الاشتباك، فلم أصل إلى الحقيقة.. فالبعض اعتبرها معركة سياسية بين أنصار الإخوان، وبين أنصار الرياضة.. البعض الآخر قال إنه خلاف بين محبى أبوتريكة وبين معارضى أبوتريكة.. والبعض الثالث فسر الاشتباكات على أنها نتيجة خلافات على اللافتات والشعارات. والبعض الرابع وضع تفسيرا مختلفا، وهو الخلاف على القيادة والكلمة العليا، وعلى موضع كل فريق من المشجعين بالملعب؟.
●● هل الحقيقة هى كل تلك الأسباب وهل الحقيقة أو اليقين فيهما وجهة نظر.. السؤال لوسائل الإعلام ؟! ثم لماذا يختصر محبو فريق حبهم فى لاعب فرد؟ ولماذا يختلف محبو فريق واحد على موقع تشجيعه لدرجة الاشتباك دون سقف أو حد، والتراشق بالشماريخ التى قد تحرق من تطوله؟!
●● أطالب منذ سنوات بتطبيق القانون بلا تدليل حتى نخرج من هذه الفوضى التى جعلت ملايين المشجعين الهواة والمحبين بحق لفرقهم يهجرون الملاعب.. فلم تستقر دولة ولم تهدأ ملاعب أى دولة إلا بالقانون. من يخرج عنه يعاقب. وكنت أتساءل دائما: كيف تترك الشرطة مشجعا يطلق الحجارة ويحطم أتوبيس فريق منافس دون عقاب. وأمام هذا التدليل أصبح تحطيم الأتوبيسات رياضة مصرية تمارس تحت أعين الجميع، دون أن يحاسب أحد.. فكبرت كرة الاحتقان، وباتت كرة نار يركلها ويلهو بها صغار؟!
●● أفسد هذا الاشتباك فوز الأهلى والمستوى الذى قدمه الفريق.. والواقع أن مستوى الأهلى وروح لاعبيه وتميز بعض نجومه، كان له أهميته بقدر أهمية الفوز، ومن هؤلاء النجوم عبد الله السعيد العائد من حالة السبات، وسيد معوض المدافع والجناح، وشريف إكرامى الذى زادت ثقته وزاد تركيزه.. وهو فوز مهم طبعا، فلا حاجة لنا للتأكيد على أهمية فوز فريق فى بطولة. فهذا يساوى أن أقرأ صباح المباراة عنوانا كبيرا يقول: «يوسف يطالب لاعبيه بالفوز»!
●● لا شىء تغير منذ ثلاثة أسابيع هى عمر الإجازة. ولا شىء تغير منذ ثلاثين سنة، هى عمر العمل.. شغب، وعنف، أفسد انتصار الأهلى. وتدليل للمشاغبين أفسد مناخ كرة القدم، واشتباكات يصمت عنها مسئولون. وتشجيع فريق يتوارى خلف تشجيع لاعب. والمدرب يطالب لاعبيه بالفوز.. كأنه يمكن أن يطالب بغير ذلك؟!
●● لا شىء تغير فعلا.. فبقدر الفرحة المبالغ فيها بتأهل منتخب كرة السلة لنهائيات كأس العالم. أسفت لهزيمة الفريق أمام أنجولا ولعدم إحراز بطولة إفريقيا.. نعم لا شىء تغير. طموحنا محدود وفقير. وفرحتنا بالقليل تضيع منا الكثير.