المذيعة المجتهدة والجراح النصاب
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 2 سبتمبر 2016 - 9:05 م
بتوقيت القاهرة
بدأت المذيعة المعروفة حديثها على القناة الفضائية المصرية «صدى البلد» بمقدمة لتعريف ضيفها لمشاهديها بقولها: رغم أن فيه فى مصر آلاف الأطباء اللى بيتخرجوا كل سنة إلا أنه استطاع أن يحفر اسمه بتميز حتى أنه أطلق عليه لقب أصغر جراح قلب فى مصر.
بثت الشاشة صورة شاب فى مقتبل العمر من المفروض أنه أصغر جراح قلب فى مصر حتى أنه قبل أن ينهى دراسة الطب كان قد شارك فى إجراء ستمائة عملية قلب مفتوح ــ فى إضافة أخرى للمذيعة المجتهدة ــ ليبدأ حديثه بما يتناسب وإطلاقه للحيته: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ابن عبدالله.................. وسلم
حلقة البرنامج كاملة تلقيتها من زميل طبيب أراد أن يشهدنى على إحدى وقائع الفساد التى كان لها تطال سمعة مهنة ورسالة الطب فى مصر فى صورة لم يسبق أن شاهدتها من قبل، الحلقة كانت تحت عنوان «كيف تسحن صحة قلبك؟»، فى مباراة فى السطحية ومحاولة اضفاء ملامح دينية على معلومات مغلوطة ناقصة ينحسر فيها العلم ويعلو قدر النفاق بين المذيعة الاستعراضية والطبيب الذى ينافسها فى عرض «حلق حوش» مستخدما لغة الجسد فى صورة مبالغ فيها حتى وصل إلى تجاربه على العلاقة بين النوم والمادة اللزجة التى تترسب فى الدم عند الفجر لتصيب الإنسان بالجلطة لذا فإن الحل العلمى لاتقاء خطر الموت فى الفجر هو الاستيقاظ لصلاة الفجر لأنه يجب علينا جميعا إذا أردنا ألا نموت بالجلطة أثناء نومنا أن نقسم فترات النوم لفترتين كل منهما أربع ساعات وبينهما نمارس الرياضة والانتعاش: أفضل رياضة تحريك الرأس والانتعاش بغسل الوجه: هما تحديدا الوضوء وصلاة الفجر.
خلط عجيب بين العلم والدين فى صيغة ساذجة لا يلجأ إليها أبدا طبيب أو جراح فمن هذا المختل الهزلى الذى استضافته المذيعة المجتهدة؟
كتبت كلمة أرجو الزملاء أن يواتونى بما يعرفون عن أصغر جراح قلب فى مصر فانهالت على المعلومات ومكالمات التليفون ورسائل الهاتف والبريد الالكترونى لأغرق فى طوفانها:
❊ رامى إسماعيل طبيب حديث التخرج مسجل لدراسة الماجستير بقسم القلب جامعة الأزهر لا علاقة له من قريب أو بعيد بجراحة القلب.
❊ سبق وادعى كذبا أنه مساعد د. مجدى يعقوب الذى اضطر أن يصدر بيانا بأنه لا يعرفه شخصيا ولا علاقة له به حتى أنه اضطر للاعتذار فى برنامج تليفونى اخر واعترف بكذبه على الملأ.
❊ له عيادات متنقلة يمارس فيها الطب بجسارة يحسد عليها فأخطاؤه الفادحة تصل لزملائه حينما تتفاقم حالة مرضاه فيلجأون لأطباء على علم فى محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
❊ لا يعرف له عنوان ثابت إنما يلحأ إليه المرضى بحثا عنه نتيجة لظهوره فى تلك القنوات الفضائية يتقاضى أربعمائة جنيه فى الزيارة الواحدة ويدعى أنه رسول العلم الحديث الذى لا يعترف بالوسائل التى يمارس بها الطب حاليا فلا قساطر ولا دعامات ولا تغيير صمامات إنما هو الطب الروحى الذى يسعى بإذن الله سبحانه وجهود طبيبه الذى أرسله لحماية المرضى من جهل الأطباء».
إنه «أسطورة» استاذ فى النصب «عالمى فى خداع الناس» خطر على المرضى «شخصية تدرس» وغيرها وغيرها تعليقات تتابعت من زملاء مهنة محترمين يصفونه فيها «طبيب يحترف الظهور فى برامج التليفزيون فى حلقات خاصة يتولى تقديمه للناس مذيعون محترفون معروفون، نصاب يستخدم العلم والدين فى أذى البشر أذى مباشرا يودى بحياتهم، جريمة متكاملة الأركان ثابتة الوقائع ونحن نشارك بسطاء الناس المشاهدة ولا نحرك ساكنا لحمايتهم!!
تلك قضية لا تحتاج إلى محكمة للنظر فيها، الحيثيات واضحة والملابسات لا تحتاج جمع أدلة والقاضى هنا كل إنسان تقع عيناه على تلك الوقائع يتحول إلى متهم إذا انتهى من القراءة ولم يحرك ساكنا.
إلى الأسبوع القادم إن شاء الله.