خرطوشة صلاح الفرعونية على جدار يونايتد!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 2 سبتمبر 2024 - 8:00 م
بتوقيت القاهرة
●● ربما كانت مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد هى المباراة الأولى والأشهر فى الكرة الإنجليزية، لأنهما الأكثر فوزًا بالدورى تاريخيًا، لكن صراع القوة يمتد الآن إلى مانشستر سيتى البطل 4 مرات متتالية للبريميرليج، ويسعى للقب الخامس هذا الموسم. وكلاهما السيتى وليفربول حققا بداية قوية. لكن تاريخيًا ديربى يونايتد وليفربول له جذوره الغريبة والمعروفة لمن يملك شغف المعرفة، وقد ولدت الحساسية بين المدينتين، والفريقين فى القرن التاسع عشر. فمانشستر مدينة صناعية، وافتتحت ميناء خاصا بها عام 1894 مما أصاب ميناء ليفربول بخسائر كبيرة.. ألهذا السبب ولدت الحساسية؟ نعم. ثم زادت بسبب التنافس فى ميدان كرة القدم. وهكذا كانت مباراة الفريقين فى الجولة الثالثة للدورى هذا الموسم تحمل نفس درجة الحساسية، خاصة للحالة التى يعانى منها يونايتد، إذ يحتل المركز 14، بينما ليفربول يطارد السيتى الأول. وأصابت الهزيمة بثلاثة أهدف نظيفة السير جيم راتكليف، مالك يونايتد، بكابوس على مسرح الأحلام أولد ترافورد!
●● حافظ ليفربول على إيقاعه وعلى شباكه نظيفة للمباراة الثالثة على التوالى، تحت قيادة الهولندى أرنى سلوت الذى فرض سيطرته الكاملة على اللاعبين فى الملعب بعيدًا عن حالات تكتيكية فوضوية كانت تصيب الفريق أيام يورجين كلوب، بينما خرج الهولندى تين هاج حزينًا أو غاضبًا للأخطاء الساذجة التى وقع فيها فريقه، لا سيما كاسيميرو الذى فقد الكرة مرتين، وتسبب فى هدفين. وقد سجل صلاح الهدف الثالث لكنه صنع الأول والثانى. وصحيح أن بعض الصحف منحت دياز لقب رجل المباراة، إلا أن رجلها الأول هو من صنع وسجل وكان مصدر تهديد كبير لمرمى يونايتد.
●● كانت نتيجة المباراة مهمة والفوز الكبير مهما لأرنى سلوت، بل كانت النتيجة مثالية، بينما دخل تين هاج منطقة مروعة، حيث الانتقادات الكبيرة للفريق الذى يلعب بلا شخصية، وبلا روح، وبلا أسلوب، وبلا نضال، وبلا تكتيك. إنها منطقة مؤلمة حيث تحوم حول تين هاج النسور، تشبها بما يجرى فى الأدغال حين تنقض الطيور الجارحة على جسد أو بقايا فريسة. خاصة أن السير راتكليف وضع حدودًا لسن اللاعبين الجدد المتعاقد معهم فلا يزيد العمر على 25 عامًا، من أجل المستقبل، لكن ماذا عن الحاضر بالنسبة لجماهير اليونايتد الذى بات يعيش على أطلال عصر أليكس فيرجسون؟
●● فاز سلوت بأول مباراتين له مع ليفربول - ضد إيبسويتش وبرينتفورد - لكن كان من المفترض أن تكون مواجهة مانشستر يونايتد اختبارًا حاسمًا. ولم يكن الأمر كذلك، حيث تجسدت مشاكل يونايتد فى الشوط الأول بأداء سيئ من كاسيميرو. وكان العزاء الوحيد هو أنهم تجنبوا هزيمة حقيقية، قد تقترب من 7/صفر فى أنفيلد قبل موسمين!
●● قام سلوت ولاعبوه بالمهمة على أكمل وجه. كان تفوقهم فى كل منطقة واضحًا وعندما سجل لويس دياز هدفه الثانى فى نهاية الشوط الأول زادت درجة الثقة فى نفوس لاعبى ليفربول، حتى وضع محمد صلاح خرطوشته الفرعونية، بتسجيل الهدف الثالث، والثانى عشر له فى مرمى ليفربول، ليثبت أنه الشوكة الدائمة لليونايتد!
●● كان أولد ترافورد نصف فارغ مع نهاية المباراة، بينما كان الأمر صاخبًا فى البداية، كما طالب تين هاج، لكن لم يمضِ وقت طويل قبل أن يجعل أولئك الذين سافروا من ليفربول هتافاتهم تعلو، وصوتهم يعلو، والبهجة ترتسم على وجوههم. ولم يسمح ليفربول للإحباط بالتأثير على الفريق بعد إلغاء هدف أرنولد. فكان الضغط ممزوجًا بالاستحواذ، وسيطروا على خط الوسط، على الرغم من أن الفريقين لعبا بطريقة 4/2/3/1، لكنه فارق لاعبين وفارق تكتيك، وفارق قيادة على الخط، حيث كان يونايتد مفتوحًا للغاية.
●● كان يومًا صادمًا ليونايتد ولجماهيره، وهو ما دفع تين هاج إلى القول بعد المباراة: «أنا لست هارى بوتر».. لعله كان يدافع عن الهزيمة، ويدافع عن صيحات الغضب والاستهجان إلا أن النسور التى تحوم لن تمسح بهزيمة ثقيلة أخرى لليونايتد.. كن حذرًا تين هاج!