هناك منذ 5 سنوات
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 2 أكتوبر 2012 - 8:30 ص
بتوقيت القاهرة
●● لم أعرف أبدا مثل هذا الإنهاك والانتهاك فى إدارة شئون الرياضة. كل يوم مشكلة. فهاهو وزير الرياضة يبحث عن وسيلة لحل أزمة الاجتماع الطارئ للجمعية العمومية لاتحاد الكرة. وهل هو قانونى أم غير ذلك؟ وهل خطاب الفيفا توصية أم قرار ملزم؟. هكذا دائما مشكلة تسحب مشكلة. ونمضى فى سلاسل لا تنتهى من الأزمات والمعاناة. ووالله لم أعرف أبدا انتخابات تجرى فى دولة وتشهد مثل هذا اللغط والالتفاف والمناورات. وهى انتخابات اتحاد رياضى وليست انتخابات اختيار رئيس دولة عظمى تمتلك أسلحة نووية.. متى تنتهى تلك المجادلات السقيمة؟ متى تكون هناك قواعد لا تأويل ولا تفصيل فيها.. ألا تشعرون بالتعب والإنهاك والقرف؟
●● تعب وانتهاك وإنهاك آخر تشهده عملية إطلاق صاروخ البث الفضائى، كأننا بصدد إطلاق سفينة فضاء إلى المريخ.. فالاجتماعات لم تتوقف منذ خمس سنوات. وفى كل عام نقع فى نفس الفخ ونفس المشكلة ونفس الجدل. من يبيع منتج كرة القدم. وكم يساوى هذا المنتج. وكيف نبيع المنتج. وكيف توزع نسب عائد بيع المنتج. الأهلى مثل الزمالك أم أكثر. والأندية الأخرى من حقها الفوز بنسب مماثلة لما يحصل عليه الأهلى والزمالك أم أن ذلك ليس من حقها..؟
●● ثم كم تساوى شارة البث؟ وهل تباع شارة البث فى كل الدول أم أنها تباع فقط فى مصر؟ وماذا يمكن أن يباع أيضا من منتج كرة القدم.. كواليس المباريات، وكوابيسها، والملخصات، والمؤتمرات الصحفية، ومن يملك المؤتمر الصحفى راعى النادى أم راعى الاتحاد؟ وماذا عن نتائج المباريات على التليفونات المحمولة، وصور اللاعبين؟ وماذا عن البث فى القاهرة وفى سماء الجمهورية لمباريات الكرة. وهل يمكن بيع حقوق البث فى إفريقيا أو فى الشرق الأوسط لشركات أخرى تختلف عن الشركة الفائزة بحقوق البث فى مصر؟
●● أعرف أن الدورى الإنجليزى، مع الاعتذار له شخصيا لوضعه فى المقارنة، يباع داخل بريطانيا لأكثر من شركة، وتباع بعض المباريات لشركات فيما تباع مباريات أخرى لشركات أخرى. وهناك بيع للشرق الأوسط. وبيع للشرق الأقصى. وبيع لأمريكا الشمالية. وتدر حقوق البيع التى تصل لعدد 208 دول إلى أكثر من ثلاثة بلايين جنيه إسترلينى، يعنى حوالى 30 مليار جنيه مصرى.. وهذا مبلغ يساهم فى تعزيز الاقتصاد البريطانى. فالكرة هناك فى العالم الآخر ليست لغوا ولا لهوا. باتت صناعة تصنع فرص عمل. وتدعم خزانة الدولة بضرائبها. ومن أسف أن الكرة هنا هى اللغو بعينه. وهى الكنافة بعينها. فلم تتطور أفكارنا خطوة. وكنت أنتظر تغييرا شاملا يمنح أجيالا جديدة فرصة إدارة اللعبة كما يديرها العالم المتقدم. فقد وصل التخلف إلى الحلقوم.. ولو كنت أستطيع أن أصرخ غضبا لفعلت. لكن الحرف والكلمة ليس لهما صوت.. فبعد مضى خمس سنوات مازلنا هناك نقف ونفكر ونتثاءب ولا نعرف ماذا نفعل؟!