نتنياهو وإيران .. هل اقتربت الحرب الشاملة؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 9:51 م بتوقيت القاهرة

هل ستنجح إسرائيل أخيرا فى جر إيران إلى المواجهة الشاملة، وبالتالى تحقيق أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة فى محاولة الإجهاز على البرنامج النووى الإيرانى وكذلك ضرب الأذرع الإيرانية فى المنطقة؟

 


هذا هو السؤال المهم الذى يثار مرة أخرى بعد إطلاق إيران مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل مساء الثلاثاء الماضى ردا على كسر إسرائيل لقواعد الاشتباك المنضبط التى سادت طوال الـ١٢ شهرا الماضية.
من الواضح أن تل أبيب تسعى بكل الطرق لجر إيران للمواجهة، والأخيرة تسعى بكل الطرق لعدم تنفيذ الخطط الإسرائيلية، لكن تطور الأوضاع وتسارعها فى الأيام الأخيرة قد يتجاوز حسابات كل طرف بما قد يقود إلى تفجر صراع شامل فى المنطقة بأكملها، بل واستخدام أسلحة غير تقليدية خصوصا من طرف إسرائيل.
إيران تعرضت لضربات نوعية كثيرة، هى وأذرعها المختلفة فى المنطقة ولم تتحرك بصورة جادة، باستثناء ما حدث ليلة الثلاثاء الماضى الى حد ما.
نعلم أن إسرائيل اختبرت إيران أكثر من مرة بالاستهداف المستمر والممنهج لقواتها وخبرائها فى سوريا، ثم ضربت القنصلية الإيرانية فى دمشق، وتمكنت من اغتيال المسئول البارز فى الحرس الثورى محمد رضا زاهدى، فى أول إبريل الماضى وردت إيران بصورة ضعيفة نسبيا بقصف مواقع صاروخية فى ١٥ إبريل.
كان البعض يعتقد أن قواعد الاشتباك سوف تعود إلى الشكل المنضبط عبر الوكلاء فقط، لكن مرة أخرى خرقت إسرائيل هذه القواعد، نهاية شهر يوليو الماضى وقتلت أبرز مسئول عسكرى فى حزب الله فؤاد شكر فى قلب مقر حزب الله بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وفى نفس الليلة اغتالت رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية خلال وجوده فى طهران.
لم ترد إيران على اغتيال هنية فى بناية تتبع الحرس الثورى وقيل إنها تريثت كثيرا استجابة لنداءات عربية ودولية حتى لا تعطى نتنياهو الفرصة لنسف مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، لكن الأخير نسف كل شىء، وبعد أن دمر غزة استدار إلى الضفة، ومنها إلى جنوب لبنان.
هو نفذ عملية البيجر وأصاب الآلاف من عناصر حزب الله ثم اغتال إبراهيم عقيل رئيس هيئة أركان الحزب وبعدها ضرب ضربته الكبرى باغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله ومعه نائب قائد الحرس الثورى عباس نيلفرو شان.
إذًا، إسرائيل تجاوزت كل الخطوط، وكان على إيران إما أن تستمر فى صمتها وبالتالى تترك الحزب لقمة سائغة أمام النمر الإسرائيلى المتلمظ، وإما تتحرك وترد.
ما حدث يوم الثلاثاء الماضى، حينما أطلقت نحو ٢٢٠ صاروخا، يحفظ جزءا من ماء وجه إيران.
هى تقول إن صواريخها أصابت ٨٠٪ من أهدافها وتزعم إسرائيل أنها كانت «فشنك» وقتلت فقط مواطنا فلسطينيا فى حيفا.
وبعد الضربة الإيرانية قال مسئولون إسرائيليون: «سوف نضرب فى كل الشرق الأوسط».
والسؤال: ما ترجمة هذا الكلام؟!
هل يعنى المزيد من ضرب الأهداف لدى القوى المؤيدة لإيران والداعمة للمقاومة الفلسطينية أى حزب الله والحوثيين والحشد الشعبى وسوريا، أم تذهب إسرائيل مباشرة إلى ضرب أهداف فى قلب إيران؟
نتيناهو يسعى دائما إلى استهداف البرامج النووى الإيرانى أو أقله صناعة النفط الإيرانية.
ومن الواضح أن نتنياهو وقياسا على سلوكه منذ ٧ أكتوبر الماضى، سوف يجازف ويحاول ضرب إيران بكل قوة، وإذا فعل ذلك فلن يكون أمام إيران سوى الرد وبقوة، والتوقع الأساسى فى هذه الحالة أن المنطقة ستدخل فعليا فى أتون المواجهة والحرب الشاملة، خصوصا أن أمريكا وبريطانيا وغالبية أوروبا تدعم آلة الحرب الإسرائيلية.
وردود الفعل الأمريكية والأورربية بعد ضربة الثلاثاء تقول بوضوح إن الغرب يدعم اسرائيل فى كل الأحوال وإنه يتبنى كل السياسات والأفعال المجنونة لنتنياهو حتى لو أدت الى نشوب حرب عالمية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved