معالى وزيرة الصحة: من له حق عزل أطبائك؟
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 2 نوفمبر 2018 - 11:00 م
بتوقيت القاهرة
قرر اللواء هشام السعيد محافظ الغربية اليوم السبت عزل مدير مستشفى قطور المركزى من منصبه بسبب الإهمال الوظيفى.. جاء على خلفية مقابلته مع المواطنين وشكواهم من قيامهم بشراء المستلزمات الطبية «شاش ـ قطن ــ وسرنجات» حتى فى حالات الرعاية المركزة.
ضد قوانين الكتابة بدأت بالخبر دون أى مقدمة فالواقع أن الخبر فى حد ذاته مقال وكان يكفينى أن أكتبه وأترك المساحة الباقية من العمود بيضاء ناصعة لا أثر فيها لمداد بعد أن نفد مداد كل الأقلام التى كتبت فى تلك القضية: المستلزمات الطبية.
عزل مدير مستشفى ليس بالأمر الهين فى البلاد التى تحترم مواطنيها وقوانينها.. إنها والله عقوبة جسيمة توازى عقوبة أن تجرد لواء من رتبته وتنزع نياشينه.
اعتدنا القول القياس مع الفارق لكنى والله لا أجد هنا أى فارق فكلاهما جندى فى موقعه لا يقل أحدهما أهمية ولا وطنية عن الآخر.
ماذا جنى مدير المستشفى من خطأ جسيم حتى يعزل من منصبه فيشطب تاريخه المهنى بجرة قلم لمحافظ تصدر مشهدا إعلاميا هزليا نافخا أوداجه نافشا ريشه. هل كتب معالى الباشا الوزير المحافظ حيثيات حكمه بناء على تحريات صحيحة واضحة للواقعة التى علم أحداثها من أفواه أقارب المرضى على رصيف المستشفى حيث يسع الكادر أكبر عدد من صحفيى الإثارة وأخبار الدخان الذى يتصاعد بلا نار؟
تم عزل مدير مستشفى مركزى لسبب لا علاقة له به إنما هو واجب أساسى للسيد المحافظ الهمام الذى تجاهل تماما مسئوليته عن الواقعة وأصدر حكمه الجائر المهين للأطباء جميعا وهو فى وضع سينمائى استعراضى.
كثيرا ما سئلت نفسى بعد تكرار تلك المسلسلات الهزلية لماذا نصر على تكرار ذات الخطأ: نفاق الحكومة بكل ما نملك من وسائل رغم اعترافنا وتمسكنا بأنها حكومة وطنية؟
الكل يخطئ للمرة الأولى ولكن تكرار ذات الخطأ يعد قرارا. إذن نحن قررنا أن ننافق الحكومة وأن ندعى دائما ما ليس لنا من أحوال.
أزمة المستلزمات الطبية قضية حقيقية فى كل المؤسسات الخدمية الصحية. لم يخطئ مدير مستشفى قطور المركزى حينما طلب من أهل المرضى أن يحضروا ما يلزم مريضهم ولم تمده وزارة الصحة به. حاكموه إذا ما كان قد تسلم تلك المستلزمات وأخفاها أو باعها للمرضى. لكن ليس لكم أبدا أن تلوموه أو تعزلوه إذا ما كان جزءا من عجزكم.
والله لو كنت مكانه لطلبت من أهل كل مريض قادر أن يشتروا لمريضهم ومريض آخر غير قادر واستعنت بالقادر العظيم العالم بالنوايا.
كلمتى الآن لوزيرة الصحة أطالبها بأن تجرى تحقيقا فى وقائع عزل مدير مستشفى قطور المركزى وأن تشمل تحقيقاتها موقف السيد المحافظ الذى اجترأ على مؤسسة خدمية تتبع وزارة الصحة إداريا وعلى موظف محترم بدرجة مدير مستشفى يجب أن يكون عقابه وثوابه بيد السيدة الوزيرة وأن تكون حمايته أيضا من صميم مسئولياتها.
أما السؤال الذى أتمنى أن تأتى إجابته تأكيدا لكل حسن النوايا فى نفوس أطباء مصر: هل من سبيل لدعوة عدد من شباب الأطباء لمؤتمر شرم الشيخ للحديث عن همومهم الحقيقية ومشكلاتهم على أرض الواقع ومعوقات تجاربهم وبرامجهم المستقبلية. بالطبع لا أتمنى أن يخضع اختيارهم للسادة المحافظين بحكم سلطاتهم التى يبدو أنها الآن قد تجاوزت كل الماقييس والمقاسات حتى الإكس إكس لارج».