الفارق في منطقة الأهلي والزمالك..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 2 ديسمبر 2020 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
** خرج الزمالك من الدور قبل النهائى لكأس مصر، وهو حامل اللقب، وأول من فاز باللقب أيضا عندما انطلقت البطولة عام 1921. وجاء الخروج أمام طلائع الجيش الذى تأهل للنهائى ليواجه الأهلى الذى هزم الاتحاد السكندرى بصعوبة.. فى الدقيقة 89.
** هكذا يواصل الأهلى طريقه فى هذا الموسم الفريد بنجاح، ويتطلع للبطولة الثالثة، بينما يسعى طلائع الجيش بقيادة مدربه طارق العشرى للفوز بلقبه الأول منذ تأهله لأول مرة إلى الدورى الممتاز عام 1997. والأهلى أسرع فى التعامل مع دعم صفوفه، واسترد نجومه الذين أعارهم إلى الأندية الأخرى، مثل صلاح محسن، ومحمد شريف، وناصر ماهر، وأحمد ياسر ريان، بجانب التعاقد مع طاهر محمد طاهر وبيكهام، والمغربى بدر بانون. وهى عملية بناء، والفريق فائز بالدورى وكأس إفريقيا، ويلعب نهائى الكأس. وهو بناء مدفوع بفكرة التجديد والتطوير وليبس مدفوعا بهزيمة أو نتائج سيئة.
** كان طلائع الجيش أفضل من الزمالك فى مباراة قبل نهائى الكأس.. أفضل جماعيا وتنظيما وأفضل فى الإرادة.. بينما عانى الزمالك من إجهاد ومن غياب أبرز نجومه، بن شرقى، وساسى، والونش، وعبدالله جمعة، بالإضافة إلى الحالة المعنوية والإحباط الذى أصاب لاعبى الفريق بعد خسارة نهائى القرن. وهكذا كانت جماهير الفريق اعتادت على مشاهدة عروض جيدة فى الفترة الأخيرة من لاعبين يملكون مهارات عالية، يعوضون بها القصور فى الأداء الجماعى، لكن أمام طلائع الجيش كان العازفون الماهرون الذين طالما أمتعوا جمهورهم غير موجودين بالغياب، أو ليسوا فى أفضل حالاتهم وهم موجودون بالملعب، وربما لم يكن هناك فى الفريق لاعب فى حالته، وقد يستثنى شيكابالا بهدفه الرائع الذى سجله، لكن غاب الجميع تقريبا، زيزو، وأوناجم ومصطفى محمد، ومصطفى فتحى، وحازم إمام، محمود علاء وعبدالغنى وجنش، فكيف لفريق أن يلعب كرة قدم دون لاعبين؟!
** كباتن الزمالك الكبار الذين يقودون سفينة كرة القدم فى النادى الآن عليهم البدء فورا فى عمليات دعم الصفوف، معنويا قبل فنيا، وتعزيز ثقة اللاعبين فى أنفسهم، وتعزيز ثقة الجماهير فى لاعبيهم. بجانب بحث قدرات النادى المادية بشأن دعم بعض المراكز، وهى تحديدا مركزا الظهيرين والوسط والجناح الأيمن وصانع الألعاب.. أو صاحب الرقم (10).
** دعونا نتذكر أو دعونا لا ننسى أن الأهلى والزمالك يلعبان فى منطقة واحدة، وهى دائرة القمة.. ومن واقع مباراتى الدور قبل النهائى، سنرى أن الأثر السلبى لفوز الأهلى وهزيمة الزمالك فى نهائى إفريقيا قد يكون فى بعض الأحيان عبارة عن وجهين لعملة واحدة، كما أكدت تجارب سابقة، فالأهلى لم يكن جيدا فى الشوط الأول أمام الاتحاد ربما بتأثير نشوة الفوز باللقب الإفريقى، والزمالك لم يكن جيدا أمام طلائع الجيش بتأثير الإحباط لخسارة اللقب الإفريقى. لكن فى دائرة فرق القمة والبطولات توجد منطقة مهمة للغاية، وهى منطقة الإصرار، والعقلية الاحترافية، والقفز فوق منصة الانتصار، والسعى بكل قوة للخروج من شرنقة الخسارة، وعدم الاعتراف بنهاية مباراة أو قبول نتيجة إلا بنهاية بصفارة الحكم الأخيرة.. وهذا كان فرقا مهما للغاية بين كبيرى الكرة المصرية فى الدور قبل النهائى لكأس مصر، بجانب الأسباب الأخرى التى ذكرناها فى السطور السابقة بهذا المقال، وجعلت الأهلى يكمل طريقه للمباراة النهائية، وأصابت الزمالك بعطل فى الأمتار الأخيرة من الطريق..!