ماركوفيتش بن على..
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 3 فبراير 2015 - 8:50 ص
بتوقيت القاهرة
•• «اختير اللاعبان القطريان زاركو ماركوفيتش ورافييل كابوت ضمن المنتخب المثالى لبطولة العالم لكرة اليد، وكان الحارس القطرى دانيال ساريتش من أفضل حراس البطولة» نعم هذا خبر صحيح. فالمنتخب القطرى مكون من لاعبين يمثلون 11 دولة، ومنهم جوران ستويانوفيتش، وبورخا فيدال فيرنانديز، وجزء من عائلة عواض المصرية أيضا.. وسبق أن شطب الاتحاد المصرى 21 لاعبا حصلوا على الجنسية القطرية.. ولا أعرف الآن هل كان الجمهور الذى شاهد المباراة النهائية بين قطر وفرنسا.. هل كان قطريا أم جمهورا مستوردا تم التعاقد معه من عدة دول؟!
•• موقفى من التجنيس موقف رياضى، ولا علاقة له بالسياسة فقد تحولت الآراء المتعلقة بهذا الشأن إلى سخرية وغضب وانفعال محكوم بموقف قطر السياسى، وقد سبق أن انتقدت كتابة قبل 12 عاما شراء قطر للعداء الكينى ستيفن تشيرونو، بطل سباق 3 آلاف متر موانع وحامل الرقم العالمى وتغيير اسمه إلى سيف سعيد شاهين، وهو أمر تكرر فى رفع الأثقال فكان رحمانوف قطريا، وهو فى الأصل بلغاريا، واعتبرت ذلك عملية شراء مكشوفة للبطولة وللأبطال، ويهدر كل قيم الرياضة والمنافسة الحقيقية بين الشعوب وبين الدول فى الصراع التاريخى الأصيل ضد الزمن والمسافة والوزن.
•• عندما سألت د. حسن مصطفى رئيس الاتحاد لدولى لكرة اليد عن التجنيس، «أجاب بأنه قرار جمعية عمومية، ولو رأت الجمعية تغييره فسوف يكون الأمر لها».. هكذا قال رئيس الاتحاد الدولى، لكنى أثق الآن أن أوروبا لن تصمت أمام التجربة القطرية، فالتجنيس بهذه الصورة ليس ظاهرة عالمية، ولا هى ظاهرة رياضية مقبولة، فلا يمكن أن يلعب 11 لاعبا من دول مختلفة باسم دولة واحدة فى كأس العالم لكرة القدم. نعم هناك دول تشترى بعض النجوم، لكنها لا تشترى كل النجوم.. ثم إذا مثّل فرنسا يوما ما منتخبا أسمر اللون، فهؤلاء من أصول أفريقية، لكنهم مواطنون فرنسيون، ولدوا وعاشوا وتدربوا وبرعوا وتفوقوا فى فرنسا، وهذا ليس تجنيسا.. ومن أشهر الأمثلة الهولندى خوليت، فهو كان لاعبا هولنديا صناعة هولندية من مواليد أمستردام على الرغم من جذوره السمراء.
•• لكن التجنيس قديم فى قطر، وهى فكرة مسيطرة، وبدأت فى محاولة مع منتخب كرة القدم المشارك فى دورة الخليج عام 1976، التى أقيمت فى الدوحة، وهو ما تصدت له الدول المشاركة فألغى التعاقد مع لاعبين مصريين فى ذاك الوقت، وعندما بدأت قطر عمليات شراء المواهب، كانت تجرى تعديلا فى الأسماء، وكان واجبا على الأقل أن يتم تغيير اسم زارا كو مار كوفيتش إلى ماركوفيتش بن على!