أسبوع الآلام الفلسطيني
طلعت إسماعيل
آخر تحديث:
الإثنين 3 أبريل 2023 - 9:15 م
بتوقيت القاهرة
تمضى قوات الاحتلال الإسرائيلى فى عمليات القمع والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطينى خاصة فى القدس المحتلة التى شهدت أسبوعا من الحصار والتضييق ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، بل بلغ الأمر مداه باقتحام المسجد والاعتداء على المعتكفين فيه، وإخراجهم بالقوة والعنف، فى الوقت الذى يسمح فيه لغلاة المستوطنين المتطرفين باقتحام ساحات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين خلال أيام الشهر المبارك.
السلوك الإسرائيلى بات أمرا معتادا من سلطات الاحتلال التى لا تتوانى لحظة عن محاولات التقسم الزمانى والمكانى للمواقع الإسلامية المقدسة ومنح المتطرفين اليهود الفرصة لإقامة صلوات تلمودية داخل باحات المسجد الأقصى، فى محاول لفرض سياسة الأمر الواقع بما يجعل من الاقتحامات وتدنيس المقدسات الإسلامية فعلا طبيعيا يتعوده الفلسطينيون، ويقبله العرب، ويقره المسلمون مع الأيام.
يدرك الإسرائيليون أن سياسة النفس الطويل تؤتى ثمارها، ولذلك تطلق العنان لوزراء فى حكومة بنيامين نتنياهو لإظهار أيهم أكثر عنصرية، وأشدهم تطرفا فى الدعوة للتنكيل بالشعب الفلسطينى الذى سلبت أرضه وشرد الملايين من ابنائه على مدى عشرات السنوات منذ إعلان قيام الدولة العبرية عام 1948 وحتى اللحظة المعيشة، ولذلك لم يكن غريبا أن تخرج عن وزير المالية الإسرائيلى الإرهابى بتسلئيل سموتريتش قبل أيام تصريحات ينكر فيها وجود الشعب الفلسطينى ذاته!!
سموتريتش الذى حاولت الحكومة الإسرائيلية التنصل من تصريحاته، هو نفسه من طالب قبل تلك التصريحات بمحو وجود قرية حوارة الفلسطينية فى الضفة الغربية، وهو أيضا رفيق المتطرف الآخر وزير الأمن الداخلى الاسرائيلى إيتمار بن غفير، الذى وافقت الحكومة الإسرائيلية على منحه التمويل اللازم لتشكيل ميليشيات من البلطجية والخارجين على القانون لقمع الفلسطينيين، كثمن لموافقته على تأجيل تنفيذ خطة «الإصلاحات القضائية» التى يتبناها نتنياهو ولقيت احتجاجات إسرائيلية واسعة.
إذن نحن أمام توزيع أداور فى صفوف حكومة يمينية أقل ما توصف بأنها عنصرية، تلقى بكل احتجاج داخلى أو خارجى يقف ضد تنكيلها بالفلسطينيين عرض الحائط، فيما تمضى قدما فى تثبت أركان الاستيطان والتوسع فى التهام المزيد من أراضى الفلسطينيين، بينما يكتفى الظهير العربى الرسمى بالبيانات التى لم تعد تجدى نفعا، بعد أن حصلت تل ابيب على مباركة بعض العواصم العربية لتنفيذ مخططها فى محو الوجود الفلسطينى.
وإذا كان الفلسطينيون قد تعرضوا لحملات من القمع والاعتداءات وضرب المعتكفين فى المسجد الاقصى منذ بدء شهر رمضان المعظم، فانهم ينتظرون أيام أشد قسوة وعنف مع اقتراب عيد الفصح اليهودى وما يواكبه من طقوس تستهدف الحرم القدسى الشريف، وهو ما تستعد قوات الاحتلال الإسرائيلى له طوال هذا الإسبوع بخطط أمنية ستصبح معها حياة المقدسيين والساعين للصلاة فى الأقصى كتلة من الجحيم خلال الأسبوع الثالث من شهر رمضان.
أسبوع من العنف والآلام ينتظر الفلسطينيين على أيدى قوات الاحتلال التى تجهز الرصاص المطاطى والحى حاليا لتوجيهه إلى صدور الفلسطينيين العارية.. أسبوع جديد سيشهد سفك المزيد من الدماء الفلسطينية تحت سمع وبصر العالم، بينما تسضيف العواصم الغربية وبينها باريس أمثال الوزير الإرهابى سموتريتش لينكر من فوق أرضيها «وجود الشعب الفلسطينى».
ننتظر إذن أسبوعا من تصعيد العنف الإسرائيلى، الذى لن يقف الفلسطينيون مكتوفى الأيدى تجاهه، قبل أن تسارع الولايات المتحدة الراعى الرسمى للإرهاب الإسرائيلى، للضغط على أطراف عربية لإنقاذ تل أبيب من النيران التى أشعلتها بأصابعها، وحتى تهدأ الأحداث مع اقتراب عيد الفطر المبارك، ثم تعاود إسرائيل الكرة من جديد، لفرض مخططات عنصرية مصيرها التحطم على صخرة الصمود الفلسطينى طال الزمان أم قصر وتلك حقيقة لن يستطيع الإسرائيليون إنكارها حتى ولو تحصنوا بالدروع الفولاذية.