المسيح «عليه السلام».. رسول المحبة
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 3 مايو 2024 - 6:27 م
بتوقيت القاهرة
• الحب هو الركن الأساسى والأصيل فى دعوة المسيح، وشعاره الأكثر شهرة بين الناس فى كل الأجيال والبلاد «الله محبة» وعلى قدر محبتك لله سيتسع قلبك وفؤادك لتسع الناس جميعا، من وافقك أو خالفك، من اقترب منك أو ابتعد، من أحسن أو أساء، فالله هو المحبوب الأعظم الذى سيفيض حبك له وحبه لك ليسع الدنيا كلها.
• وبشريعة الحب أكمل المسيح عليه السلام ناموس الأنبياء الذين سبقوه بإحياء الضمير، وتطهير القلوب.
• قال المسيح عليه السلام «ما جئت لأنقض الناموس جئت لأكمل».
• الناموس «أى الشريعة» يقضى بالواجب أما الحب فيأمر بما هو أعلى من الواجب، الناموس يأمر بالعدل والحب يأمر بالإحسان، الحب يجعلك تعمل دون انتظار الأمر ودون انتظار الجزاء والمقابل، تعطى بغير حساب حبا فى الله وفى رسوله، «الحب لا يحاسب بالحروف والشروط والحب لا يعامل الناس بالصكوك والشهود ولكنه يفعل ما يطلب منه ويزيد عليه وهو مستريح إلى العطاء غير متطلع إلى الجزاء» بحسب رأى العقاد.
• عطاء الحب أشبه بعطاء الرب لخلقه سبحانه ولله المثلى الأعلى وأشبه بعطاء الأم لأولادها.
• ويرى العقاد أن شخصية المسيح عليه السلام لم تثبت وجودها التاريخى وجلالها الأدبى كما أثبتتها بشريعة الحب والضمير.
• شريعة الحب التى جاء بها المسيح قضت على التعالى على الناس «لماذا تنظر إلى القذى فى عين أخيك ولا تنظر إلى الخشبة فى عينك».
• وقضت على شريعة الفرح بعقاب الآخرين أو السعى وراء عيوبهم والتجسس على عوراتهم «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر».
• وشريعة الحب عنده قضت على فخر المصلى بصلاته أو عبوس الصائم والعابد، وكأنه صوم وصلاة المرائى الذى يكاد يزدرى الناس «ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين ليظهروا للناس صيامهم فقد استوفوا أجرهم فلا أجر لهم فمتى صمتم فادهنوا رءوسكم واغسلوا وجوهكم».
• فى شريعة الرياء والكبرياء يفخر المنفق بإنفاقه ويستطيل بذلك على الناس ويتحدث عنه ويمن به ويعلن عن نفسه فوق ما أعطى مرات أما المسيح ففى شريعة الحب يأمر «فلا تعلم الشمال ما تفعل اليمين».
• فى شريعة الكبر يتكبر العالم والزاهد والعابد عن الاختلاط بالعصاة يفضحهم ويرى نفسه فوقهم أما شريعة الحب فتنطق على لسان المسيح «إنما يحتاج المرضى إلى الطبيب ويكون الحب على قدر الغفران».
• فى شريعة الحب لا يحرم الحلال من الطعام والمباح، فأصل الحرام عندها دنس القلب وفساده بالحقد والحسد والفسق والكفر فيهتف المسيح إن ما يدخل الفم لا يدنس الضمير وإما الدنس يخرج من القلب الذى فيه الشر والزور والفسوق والكفران.
• شريعة الحب تكره النفاق وكان المسيح يندد دوما بالمنافقين ويفضحهم ويقول عنهم «يحاسبون على البعوضة ويبتلعون الجمل».
• ويشبه الكتبة والفريسين المرائين «إنكم كالقبور المبيضة خارجها طلاء جميل وداخلها عظام نخرة«.
• وجمع المسيح لهم الدين كله فى سطر واحد بعيدا عن الطلاسم والألغاز والتفاصيل والشروح، «أن تحب ربك بجماع قلبك ومن كل نفسك وفكرك».
• وشريعته للحب أمرت بالإحسان وهو فوق العدل فى كل وصاياه فلم ينه عن القتل فحسب بل نهى عن مقدماته وهى الغضب، ولم ينه عن الزنا بل نهى عن مقدماته وهى النظرة المحرمة «من ينظر إلى امرأة يشتهيها فقد زنى بها فى قلبه»، قيل للقدماء لا تحنثوا أما أنا فأقول: لا تحلف، فنهى عن الحلف لأنه مقدمة لنكث العهود.
• شريعة الحب لو وجدت فى بلاد مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما ناصروا العدو الإسرائيلى الذى يحتل البلاد وينتهك الأعراض ويسجن عشرات الآلاف، وقتل فى غزة وحدها فى مائتى يوم 34 ألفا وجرح 77 ألفا وشرد مليون غزاوى، هذه البلاد الداعمة لإسرائيل لا تعرف عن المسيح شيئا، ولا تدين بشريعته حقا.
• شريعة الحب لو سادت ما كانت تلك الصراعات المسلحة ولا الحروب المدمرة، ما كانت الحربين العالمتين الأولى والثانية وما خسرت البشرية فيها قرابة 70 مليون قتيلاً فضلاً عن الجرحى، ما كانت حرب روسيا وأوكرانيا.
• والسؤال أين مدرسة الحب الآن، ومن يعلمها للناس؟ لا أحد، فى حين أن مدارس الكراهية والحقد والحسد والضغينة موجودة فى كل مكان.
• الحب مفقود يا سيدى المسيح عليك السلام، فمن سيجدده فينا بعد أن فقد حتى بين الأشقاء، والأصهار والأقارب والزملاء والأصدقاء، وكل ما عندنا عبارة عن رسوم فارغة لا مضمون لها ومشاعر كاذبة لا تخرج من القلب.