كيف تُحل مشكلة الفقر.. فى غمضة عين؟
جلال أمين
آخر تحديث:
الثلاثاء 3 يونيو 2014 - 10:44 ص
بتوقيت القاهرة
جاء إلى مصر فى أوائل الشهر الماضى اقتصادى شهير من دولة بيرو، ليلقى بعض المحاضرات ويلتقى بالاقتصاديين المصريين وبعض القريبين من صنع القرارات الاقتصادية فى مصر.
والرجل ليس فقط اقتصاديا شهيرا بل أكاد أصفه بـ«الاقتصادى الخطير»، إذ إنه يحظى باهتمام وتقدير المؤسسات المالية الكبرى كالبنك الدولى، والمنتدى الاقتصادى العالمى الذى يلتقى فيه أكبر رجالات الاقتصاد والمال والمؤثرين فى السياسة الاقتصادية فى العالم، كل عام فى دافوس، وأثنى عليه الرئيس الأمريكى الأسبق ريجان ثناء عظيما، وكذلك الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كوفى أنان، ووصفه الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون بأنه «ربما كان أعظم الاقتصاديين الأحياء فى العالم اليوم».
ومع ذلك فسبب شهرته فكرة واحدة بسيطة للغاية، وإن كان يزعم أنه يمكن بها القضاء على الفقر فى العالم. عبّر عنها فى كتابين شهيرين صدرا فى 1986 وفى 2000، وفى عشرات المقالات والمحاضرات، وظل كتابه الثانى، الذى يحمل عنوان: «لغز رأس المال: لماذا تنتصر الرأسمالية فى الغرب وتفشل فى كل مكان آخر؟»، من أكثر الكتب مبيعا فى العالم لمدة طويلة، وترجم إلى 30 لغة.
الرجل اسمه «هيرناندو دى سوتو» H.de Soto ويمكن تلخيص فكرته فيما يلى: الفقراء فى كثير من بلاد العالم «ومنها مصر» يجلسون فى الحقيقة، ودون أن يدروا، على منجم من الذهب، ويتمثل هذا المنجم فى العقارات والمساكن والورش والمحال الصناعية والتجارية التى أقاموها أو يحتلونها للسكنى أو لممارسة نشاطهم الاقتصادى، خارج القطاع الرسمى، إذ لا تحظى بأى سند قانونى، ومن ثم لا يستطيع أصحابها الإفادة منها للحصول على أى نوع من أنواع القروض أو التمويل بالطرق الرسمية، ويحرمون بهذا من أهم سبل الاستثمار والتحديث والتوسع، ويحرم الاقتصاد القومى بالتالى من فرص عظيمة للنمو. هل تظنون أن هذه الفرص الضائعة فرص بسيطة وسط بحر الاقتصاد القومى الواسع؟ أنتم بذلك تخطئون خطأ شنيعا. ففى هذا القطاع غير الرسمى يعيش ما لا يقل عن أربعة بلايين من سبعة بلايين يشكلون سكان العالم. وفى مصر تبلغ نسبة العقارات والمنشآت غير الرسمية، التى لا يملك حائزوها صكوك ملكية مسجلة، 92٪ من إجمالى الحيازات العقارية فى مصر، وتقدر قيمتها بنحو 360 مليار دولار أمريكى، ويقع 90٪ من اقتصاد مدينة القاهرة خارج القطاع الرسمى. فى هذا القطاع غير الرسمى يعمل نحو 8.2 مليون شخص فى مصر، منهم 2.7 مليون صاحب عمل، أى 82٪ من مجموع أرباب الأعمال فى مصر، وتنتج هذه الأنشطة الصناعية والتجارية ما يساوى 40٪ من الناتج القومى المصرى.
إن ضم هذا القطاع الضخم إلى القطاع الرسمى، بما يتطلبه من اعتراف وتسجيل للملكيات، يؤدى إلى ضم ما يقرب من 5 ملايين عامل مصرى، ومن ثم تمكينهم من الحصول على القروض والتمويل بالطرق الرسمية، فضلا عن توفير جميع الضمانات لهم مثل الضمان الاجتماعى والمعاشات، وإضافة نسبة 2٪ إلى معدلات النمو الاقتصادى المصرى السنوى.
يصف «دى سوتو» هذا الحجم الهائل من رأس المال غير المعترف به قانونا «برأس المال الميت»، لأنه لا يساهم فى زيادة الثروة، لا لصاحبه ولا لأمته، ويقول إن المسئولية عن الفشل فى القضاء على الفقر فى العالم، لا ترجع، كما يظن كثيرون إلى «نظام السوق الحر» بل إلى استبعاد هذا القطاع من القطاع الرسمى، لا عجب أن أعتبر «دى سوتو» من أهم المدافعين عن نظام الليبرالية الجديدة التى ازدهرت فى الثلاثين عاما الأخيرة، واعتبرت فكرته هذه أحدث دفاع عن هذا النظام ضد الداعين إلى شكل أو آخر من تدخل الدولة. إن سبب الفشل فى القضاء على الفقر، طبقا لهذا الرأى، ليس انتشار الرأسمالية «ناهيك عن توحشها»، بل السبب هو أنها لم تنتشر بالدرجة الكافية.
•••
الخطأ الأساسى الكامن وراء هذه الفكرة، فى رأيى، أن ما تعد به من حصول الحائزين الفقراء على الائتمان الكافى، ومن ثم زيادة مساهمتهم فى التجديد والتحديث ورفع معدل النمو، يفترض وجود أشياء غير موجودة فى الواقع. إن نظاما ائتمانيا يقوم على التحيز للرأسماليين الكبار، وأصحاب الملكيات الكبيرة، لا يمكن أن يستفيد منه الفقراء، مهما أعطيتهم من عقود ومستندات مسجلة تثبت ملكياتهم. سوف يستمر الكبار فى حصد أكبر قدر من الائتمان، ولن يجد فقراء الحائزين أى ميزة لما حصلوا عليه من مستندات مسجلة إلا أن يبيعوا ملكياتهم الصغيرة لأصحاب الملكيات الكبيرة فيزداد هؤلاء ثراء.
لا قيمة إذن لفكرة كهذه، فى القضاء على الفقر، ما لم تقترن بإصلاح نظام الائتمان بتخليصه مما فيه من تحيز ضد الفقراء، ولكن القيام بهذا الإصلاح قد يؤدى إلى تحسين أحوال الفقراء دون تطبيق هذه الفكرة أصلا، أو على الأقل سوف يعطى السند القانونى معنى وقيمة يمكن أن يفيد منه الفقراء حقا. بعبارة أخرى: فليصبح الحصول على سند قانونى نتيجة لتحسين أحوال الفقراء «بإيجاد فرص مجزية للعمل وتوفير أماكن ملائمة للمعيشة.. الخ» وليس الطريق إلى هذا التحسين، إذ لو لم نفعل هذا لكان إعطاء سند قانونى للفقير، كما كتب أحد ناقدى مشروع دى سوتو، بمثابة تعليق لافتة على ظهر الفقير، كتب عليها «ارفسنى.. Kick me» إذ سوف ينتهى الأمر ليس بتحسين أحواله بل بطرده!
لقد قدم ناقدو فكرة دى سوتو أرقاما تؤيد هذا التخوف، إذ لم يحصل على الائتمان المزعوم إلا نسبة ضئيلة ممن حصلوا على الاعتراف القانونى بحيازاتهم، وتحولت حيازات الصغار غير المعترف بها، إلى ممتلكات معترف بها قانونا للكبار، فضلا عن سهولة طرد كثيرين من هؤلاء الحائزين الصغار إذا لم تكن لديهم أى وسيلة لإثبات طريقة حصولهم على هذه الحياة.
•••
إن من الطبيعى أن يتخوف المرء من مشروع يقدمه رجل له هذه العلاقات الوثيقة بالمؤسسات وطيدة الصلة بالشركات الكبرى ورجال الأعمال الكبار، الذين يتوقون إلى وضع اليد على هذا القدر الهائل من الحيازات أو المبانى العشوائية وتحويلها إلى أبنية تجارية كبيرة أو فنادق رائعة، خاصة أن كثيرا منها ينتشر فى داخل المدن الكبيرة وليس على أطرافها، وبعضها يقع فى أكبر أحياء هذه المدن كثافة وجاذبية ومن ثم أكثرها قدرة على توليد الربح الوفير.
قد تبدو الفكرة بريئة فى الظاهر، إذ تقدم على أنها مجرد تحويل الأمر الواقع إلى وضع قانونى معترف به، بينما ترمى فى الحقيقة إلى تحويل الأمر الواقع الظالم، إلى وضع قانونى أكثر ظلما.نسمة عبدالعزيزيقدم أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية حفلا بقيادة المؤلف الموسيقى محمد سعد باشا 8 مساء غد الأربعاء على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، ويستضيف الأوركسترا خلال هذا الحفل الفنانة نسمة عبدالعزيز عازفة الماريمبا والفنانة إنجى بدوى عازفة البيانو.
يتضمن البرنامج مجموعة من الأعمال الكلاسيكية لكبار المؤلفين العالميين، ومنهم موتسارت، ومونتى، وباجانينى إلى جانب نخبة من أجمل ألحان الموسيقى العربية منها الدنيا ريشة ف هوا، والتوبة، وانت عمرى وسهر الليالى.
أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية تأسس على يد د. نيفين المحمودى المدير الفنى الحالى للأوركسترا، حيث قدم العديد من الحفلات الناجحة وشارك فى مجموعة من المهرجانات المحلية والعالمية فى إطار التعاون الثقافى بين مصر ومختلف دول العالم.تارنتينو يقع فى غرام أوما ثورمان
أبدى المخرج كوينتين تارنتينو إعجابه الشديد بالنجمة أوما ثورمان، وهو ما فسرته بعض المواقع بوجود قصة حب تكتشف معالمها قريبا.
كان ذلك بعد ظهورهما معا على السجادة الحمراء لمهرجان كان. وبعد أن قاما بتسليم جائزة السعفة الذهبية فى الحفل الختامى لمهرجان كان هذا العام، عاشا فى فيلا بجنوب فرنسا طيلة فترة تواجدهما فى كان حسبما ذكر موقع Us Weekly.
علاقة الثنائى كانت قد بدأت فى فيلم Pulp Fiction عام 1994، الذى شاركت ثورمان فى بطولته وأخرجه تارنتينو، واستمرت علاقة صداقة تجمعهما طيلة الـ20 عاما الماضية، إلى أن انفصلت ثورمان عن خطيبها أرباد بوسون الشهر الماضى وأن تارنتينو انتهز كون ثورمان وحيدة بعد انفصالها عن خطيبها ليعبر عن مشاعره.«حلم الجنوبى» فى نايل دراما
تبدأ قناة نايل دراما فى عرض حلقات المسلسل «حلم الجنوبى» تأليف محمد صفاء عامر، وبطولة صلاح السعدنى وحسن حسنى ومعالى زايد ومحمود الجندى وسيمون وأبو بكر عزت، وإخراج جمال عبدالحميد.
اختارت إدارة القناة الساعة الرابعة عصرا موعدا لعرض المسلسل الذى يذاع فى إطار برنامجها فى إعادة اكتشاف تراث الدراما المصرية.
تدور أحداث المسلسل حول قصة اكتشاف مدرس تاريخ مصرى لمكان مقبرة الإسكندر الأكبر بمدينة الإسكندرية، ولكن يقلب هذا الاكتشاف حياته رأسا على عقب ويجد نفسه هدفا لمافيا الآثار، ولكنه يتمسك بما يؤمن به من قيم وطنية وأخلاقية.