شئون عائلية
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 3 أغسطس 2009 - 6:43 ص
بتوقيت القاهرة
تابع مشاهدو التليفزيون الأمريكى ــ وأنا منهم ــ وقائع حلقة قصيرة من البرنامج المعروف 20/ 20. ارتبط البرنامج ولفترة طويلة باسم المذيعة اللامعة باربرا والترز التى حاورت الرئيس السادات وقدمته للعالم فى صورة بطل الحرب والسلام.
تابع البرنامج أحداث قصة واقعة جرت فى منزل أسرة أمريكية كانت عادية لعام واحد مضى. قصة حب قصيرة بين رجل وامرأة قادتهما إلى زواج باركته الكنيسة وبيت مشترك وأطفال يتابعون حياتهم وينعمون برعاية الأب والأم.
فجأة وبعد عشر سنوات متصلة من علاقة زوجية طبيعية أعلن الزوج ــ الرجل ــ عن رغبة دفينة فى نفسه كانت تؤرقه ولم يفصح عنها منذ شبابه فى أن يتحول إلى امرأة. أشار الطبيب النفسى بضرورة عرضه على فريق من الأطباء وقد كان اكتشفوا أنه مزدوج الجنس أى أن كونه رجلا لا ينفى أن يحتفظ أيضا بأعضاء أنثى وهى حالة طبية معروفة وإن كانت نادرة الحدوث.
راجعت العائلة ــ الزوج والزوجة والأطفال ــ مجموعة من أطباء علم النفس واستشارى الأسرة وشئون العلاقات الزوجية. وانتهى الجميع إلى أن هذا حق للزوج بصفته الإنسانية لا يمكن تجاهله.
رصد البرنامج كل تلك الأحداث فى صورة تقريرية صادقة. صور حفل الزفاف، المنزل وتفاصيل الحياة اليومية. ميلاد الطفلين الأول والثانى لهوهما معا ورعاية أمهما وأبوهما لهما التحاقهما بالمدرسة ثم انتقل إلى ملامح الرجل الذى اختار أن يتحول إلى أنثى ترتدى ثوبا عارى الذراعين وتتجمل بالمساحيق وأحمر الشفاه وتقبل زوجتها فى شغف أظن أصاب الكثير من المشاهدين ــ وأنا منهم ــ بما يتجاوز حدود الصدق.
حاورت مقدمة البرنامج الزوجة بذكاء وحساسية لا تغيب عن المشاهد لكن الزوجة وقد فاضت عيناها بالدموع قالت: «أعرف أن هذا وضع شائك لكننى أحببت هذا الإنسان رجلا كان أو امرأة لذا قررت أن أستمر معه ونحن نعيش الآن حياة مستقرة وإن مررت بفترة عصيبة نعيش معا حياة زوجية كاملة!! أما الطفلان فقد علق أحدهما «نحن نحب أبى وأمى ولا يهمنا إلا سعادتهما» وأكمل الثانى «أجمل أن يكون لنا أمان» بالطبع يقصد أمه الحقيقية وأمه الجديدة التى كانت أباه.
البرنامج أذيع تحت عنوان شئون عائلية. حقا له فى خقله شئون!