ثلاثة تهديدات لوجود إسرائيل
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
السبت 3 أغسطس 2024 - 8:40 م
بتوقيت القاهرة
إسرائيل على حافة الهاوية. تواجه تهديدات ثلاثة. التهديد الأول مباشر، وهو خارجى، ويتمثل بالمحور الشيعى، إيران وسوريا ولبنان واليمن وأذرعتها، بالإضافة إلى الضفة الغربية، ويمكن أن يتلقوا الدعم من روسيا والصين، مترافقة بهجمات سيبرانية ودعاية دولية تؤدى إلى عزلة سياسية وقانونية. يضاف إلى هذا تهديد العلاقات غير المستقرة مع الولايات المتحدة، والذى يؤدى إلى التأخير فى الإمداد العسكرى.
التهديد الثانى داخلى، وهو التفكك الاجتماعى المتسارع الذى يغذيه الانقلاب الدستورى الذى لم يتوقف لحظة. إن أنصار الانقلاب مقتنعون بأن التهديد الخارجى هو الوقت الصحيح والملائم لتحويل إسرائيل من دولة «ديمقراطية» مزدهرة إلى دولة استبدادية متخلفة. ويضاف إلى دعاة الانقلاب عوامل داخلية تُضعف اللحمة الاجتماعية، مثل تمديد الخدمة الإجبارية، فى مقابل إعفاء مئات الآلاف من تحمُّل أى عبء.
لقد قيل كثير عن هذين التهديدين، لكن لم يجرِ الحديث كثيرا عن التهديد الثالث، والمقصود تأثير التهديدين الأول والثانى فى مجموعة صغيرة، لكن بالغة الأهمية، تتألف من عشرات، أو مئات الأشخاص الذين يحملون على أكتافهم الجزء الأساسى من العبء الأمنى والاقتصادى، فى المدى غير البعيد، إن أفراد الجمهور الصهيونى الليبرالى، الذين يشكلون عماد صناعة الهاى تك، ومن رجال الأعمال، والمهندسين والتقنيين والأطباء والاقتصاديين والأساتذة والأكاديميين لن يرغبوا فى العيش هنا، وفى تربية أولادهم هنا. وستؤدى الحرب فى سنة 2025 إلى تقليصات دراماتيكية فى الميزانيات المخصصة للرفاه والصحة والتعليم، وإذا أضفنا إلى ذلك دولة استبدادية ضعيفة ومعزولة، فإن هؤلاء سيغادرون إسرائيل، وينقلون أموالهم منها.
ومن الواضح أنه من دون صناعات متقدمة، فإن إسرائيل لن تقدر على ضمان الأمن وتأمين مستوى حياة معقول للمواطنين والمواطنات. سيغادر مَن يمكنه ذلك، وهؤلاء مطلوبون فى دول أُخرى. وبسرعة، سيكتشف المتطرفون فى الحكومة الذين يقولون لهم «سنتدبر أمرنا من دونكم»، أنه من دونهم، سيكون من الصعب على الدولة إعالة شعبها وبناء جيش مستعد، تكنولوجيًا وإنسانيًا، وبذلك تتحول الدولة إلى هدف دائم للهجمات من أعدائنا من الخارج. هذا المسار بدأ، هناك أطباء بارزون يرحلون، والخبراء الذين ذهبوا للتخصص فى الخارج لا يعودوا، حتى خبراء الهاى ــ تك. كما سيؤدى هذا إلى رحيل الطلاب فى المستويات العالية الذين يشكلون احتياطا مهنيا.
الحل بسيط وممكن، المطلوب إجراء الانتخابات الآن، واختيار حكومة جديدة تعمل من أجل الشعب. يجب علينا القيام بتغيير راديكالى يشمل تغييرات بنيوية فى عمل الحكومة، هذا ضرورة وجودية، وإن لم توجد، لن نحتفل بمرور 100 عام على قيام إسرائيل.
أهرون تشيخانوفر
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية