فى حديقة الأهلى عام 1912..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 3 سبتمبر 2020 - 11:05 م
بتوقيت القاهرة
** يستند بعض اللاعبين على مهاراتهم ومواهبهم، ويرونها سلاحهم الذى يطلبون به ما يريدون، ويحققون به سطوتهم وسيطرتهم. ومن تلك المواهب كهربا لاعب الأهلى الذى تعرض لأكبر عقاب مالى فى تاريخ النادى، بخصم مليون جنيه من مستحقاته، وهو عقاب حقيقى، وليس مجرد عنوان يباع للإعلام.
** أسباب العقوبة معروفة، فالقصة رويت، إذ اشتبك كهربا، بزميله محمد الشناوى فى غرفة الملابس، وفى الملعب قبل مران الفريق الذى جرى على ملعب مختار التتش استعدادا لمواجهة وادى دجلة بالدورى المصرى الممتاز.. وأصدر الأهلى بيانا رسميا قال فيه: «بعد انتهاء كهربا من المران ووصوله إلى منزله، قرر العودة إلى مقر النادى وقدم اعتذارا لسيد عبدالحفيظ وحارس المرمى محمد الشناوى على ما بدر منه تجاههم فى حضور وليد سليمان قائد الفريق».
وأضاف أن اللاعب أكد احترامه لقواعد وضوابط النادى وتقديره لكل منظومة العمل فى الفريق الأول سواء الجهاز الفنى أو الإدارى أو زملائه اللاعبين.
** لا شك أن الأهلى الآن فى أشد الحاجة إلى مهارات كهربا الذى ظهر فى أفضل حالاته الفنية خلال التدريبات فى الفترة الماضية التى قضاها موقوفا لما بدر منه فى مباراة السوبر ضمن مجموعة لاعبين آخرين من الزمالك، والسؤال: هل هو زمن الاحتراف الذى يكتفى بالعقاب المالى دون الإيقاف من جانب النادى.. أم أن هناك الجانب الأخلاقى الذى لا يضع خطا فاصلا بين زمن الهواية وبين زمن الاحتراف؟!
** فى الاحتراف عموما تكتفى الأندية بالغرامات والعقوبات المالية فى معظم الأحوال.. لكن فى زمن الاحتراف أيضا كان للأهلى مواقف صارمة ضد من يتجاوز فى حق ناديه أو زملائه، ففى عام 1994 قرر النادى إيقاف نجم هجومه حسام حسن لأنه خلع الفانلة وألقى بها على الأرض فى مباراة المصرى.. وكان حسام حسن هدافا للفريق ومن أهم نجومه. فهل هناك فارق بين احتراف وبين احتراف، هل الفارق هنا فى القيم المالية للاعبين، أم أن الفارق أشياء أخرى؟!
** عاقب الأهلى أهم نجومه بالإيقاف فى كثير من الأوقات، ومنهم عادل هيكل ورفعت الفناجيلى، والضظوى، وغيرهم لأسباب مختلفة، لكن ذلك كان فى زمن الهواية، ولم تكن هناك عقود باهظة التكلفة مع اللاعبين فى ذاك الوقت، ثم إن كل عقاب يكون درسا فى النهاية.. إلا أن المبادئ فى الأهلى راسخة منذ تأسيسه، ففى عام 1928 قررت إدارة الأهلى، إيقاف حسين حجازى أعظم لاعبى الكرة المصرية فى عصره، لمدة 3 شهور، وحملته مسئولية عدم قيام لاعبى الفريق بتسلم ميداليات المركز الثانى من مندوب الملك، فى نهائى مباراة الكأس السلطانية والتى خسرها الأهلى أمام الترسانة.
** وفى وثائق النادى تلك القصة.. نحن فى حديقة النادى الأهلى. ونسمات الربيع فى شهر مارس من عام 1912 تهز أشجارها، وتضفى جمالا على تلك المنطقة الصحوة النائية البعيدة عن قلب العاصمة. ويخترق صمت المكان فجأة صوت عضو بالنادى، وهو يصرخ فى وجه زميله على مسمع عدد قليل من الأعضاء الذين يجلسون بالحديقة، وقد دارت رءوسهم، فى استنكار يتابعون ما يجرى. تحقق الإدارة فى الواقعة، وتكلف العضو الذى أساء لزميله بالاستقالة من النادى..!
** كان ذلك فى عام 1912.. حين كان الأهلى يقع فى منطقة نائية صحوة خارج القاهرة.. اسمها الجزيرة، وحين كان الصوت العالى فى حديقة النادى يعد خروجا عن الأخلاق!.