«إسرائيل».. نجمة على العلم الأمريكى

قضايا يهودية
قضايا يهودية

آخر تحديث: الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 - 7:50 م بتوقيت القاهرة

لم يقتصر الدعم الأمريكى لـ«إسرائيل» خلال الحرب الحالية على المال والسلاح والحشد السياسى الدولى، بل انخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر فى الحرب منذ الساعات الأولى لاندلاعها، بتوجيه تهديد إلى إيران والمقاومة الإسلامية فى لبنان، لمنعهما من المشاركة فى دعم وإسناد الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية. وأرسلت واشنطن على وجه السرعة حاملة الطائرات «جيرالد فورد» إلى المنطقة لإثبات جدّية تهديداتها. فكان تصرّف الولايات المتحدة مع «إسرائيل» كما لو أنّها إحدى ولاياتها التى «تعرّضت لهجوم».

أول أشكال التضامن كان ليلة السابع من أكتوبر عندما أضىء البيت الأبيض بألوان العلم الإسرائيلى الأزرق والأبيض. هذه اللقطة الهوليودية كانت نقطة انطلاق «الفيلم الأمريكى الطويل»، الدائر حول الدعم المستمر لكيان العدّو على مدى الأشهر العشرة الماضية.

على الصعيد الميدانى، نفّذ سلاح الجو الأمريكى مئات الطلعات الجوية الاستخبارية لتقديم الدعم المعلوماتى لـ«إسرائيل» حول مكان وجود الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة، بالإضافة إلى تحديد أهداف عملياتية على شاكلة أماكن الأنفاق ومساراتها، وتحديد أماكن وجود قيادات المقاومة الفلسطينية لاستهدافها (وهو ما أسفر عن اغتيال بعضهم)، إضافة إلى المساعدة فى اختراق سلاح الإشارة التابع للمقاومة.

ووفّرت الولايات المتحدة فى أشهر الحرب الماضية، الذخائر والأسلحة لكيان الاحتلال، مستفيدة من مخازنها الموجودة فى القواعد الأمريكية فى الدول المحيطة بفلسطين المحتلة وذلك لتوفير الدعم بشكل سريع ولكسب الوقت، فأرسلت إلى الداخل المُحتلّ ذخائر موجودة فى قواعدها فى الأردن. كما استخدمت مطارًا فى قبرص لاستقبال بعض الشحنات عوضًا عن إرسالها إلى مطار «بن جوريون»، الذى كان مُقفلاً فى الأسابيع الأولى للحرب.

• • •

فى ما يلى نستعرض أبرز ما قدّمته الإدارة الأمريكية لكيان العدو من دعم عسكرى، سياسى، مالى وغيره..

8 أكتوبر 2023: وصول حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس جيرالد فورد» قرب الشواطئ الفلسطينية لدعم كيان العدو، وتوجيه رسالة إلى إيران وحزب الله بعدم الانضمام إلى جبهة المقاومة. وفى الوقت نفسه، أعلن الأمريكيون أنه، كجزء من المساعدة، ستحصل «إسرائيل» على المزيد ذخيرة، وسيزيد البنتاجون من عدد طائراته المقاتلة فى المنطقة. وبعد أسبوع من هذا الإعلان، كشف الأمريكيون عن اقتراب حاملة طائرات ثانية «يو إس إس دوايت أيزنهاور» من سواحل فلسطين المحتلة.

خطاب بايدن 10 أكتوبر 2023: بعد ثلاثة أيام من الحرب، ألقى الرئيس الأمريكى جو بايدن خطابًا أكّد فيه دعم بلاده المطلق لـ«إسرائيل»، مُدينًا الهجوم، وموجّهًا رسالة إلى إيران وحزب الله، طالبًا منهما تجنّب الدخول فى الحرب. 

18 نوفبر 2023: وصلت أولى المساعدات العسكرية الأمريكية إلى «إسرائيل» علمًا أنّها لم تأتِ كلها من الولايات المتحدة مباشرةً، بل استُعين بالقواعد الأمريكية المنتشرة فى الإقليم، وشملت هذه المساعدات:

تقديم أسلحة ومساعدات لـ«إسرائيل» قيمتها 14.3 مليار دولار، إلى جانب المساعدات السنوية التقليدية بقيمة 3.4 مليار دولار.

قنابل صغيرة القُطر (250 رطلا).

صواريخ اعتراضية لتجديد القبة الحديدية الإسرائيلية.

ذخائر الهجوم المباشر المشترك من طراز «جيه دى إيه إم إس ــ (JDAMs) وهى مجموعة تُحوّل الأسلحة غير الموجّهة إلى قنابل موجّهة بالأقمار الصناعية.

قذائف مدفعية عيار 155 مليمترا.

بطاريتَا قبة حديدية.

36  ألف طلقة من ذخيرة المدافع عيار 30 مليمترا.

 1800 قنبلة من ذخائر «إم 141» الخارقة للتحصينات.

حوالى 3500 جهاز رؤية ليلية.

19  ديسمبر: أعلن وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، من البحرين، عن تشكيل تحالف بحرى متعدد الجنسيات باسم «حارس الازدهار»، يتألّف بشكل أساسى من قوى أمريكية وبريطانية للرد على الهجمات التى شنّتها قوات «أنصار الله»، على السفن المرتبطة بـ«إسرائيل» أو المتجهة إلى الموانئ فى فلسطين المحتلة.

5 مارس 2024: أعلن بايدن عن إنشاء ميناء مؤقّت فى غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحرًا إلى القطاع. وقد كان لهذا الميناء دور فى عملية المداهمة التى نفّذتها قوات العدو الإسرائيلى فى مخيم النصيرات فى 8 يونيو الماضى وأسفرت عن إطلاق سراح 4 رهائن إسرائيليين. بعد العملية بشهر، أعلن البنتاجون عن تفكيك الميناء العائم، الذى عمل لـ20  يومًا فقط.

18 أبريل 2024: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مقترح قرار فى مجلس الأمن يعترف بالدولة الفلسطينية. صوّتت 12 دولة لصالح الاقتراح، وعارضته الولايات المتحدة، وامتنعت المملكة المتحدة وسويسرا عن التصويت.

25 أبريل 2024: قرار أمريكى بإرسال حزمة من المساعدات بقيمة 26.4 مليار دولار إلى كيان العدو، تتألّف من 14 مليار دولار مساعدات عسكرية، 4 مليارات دولار لشراء وتسليح أنظمة القبة الحديدية ومقلاع داود، بالإضافة إلى 1.2 مليار دولار لنظام «ماجن أور» مصمم لاعتراض قذائف الهاون والصواريخ باستخدام الليزر، و4.4 مليار دولار لتجديد المخزونات التى حوّلتها الولايات المتحدة سابقًا إلى العدّو، مثل القذائف المدفعية والقنابل. كما خصصت الولايات المتحدة 3.5 مليار دولار إضافية لـ«أنظمة الأسلحة المتقدمة». و9.2 مليار دولار للمساعدات «الإنسانية».

الأول من أغسطس 2024: نتيجة التهديدات الإيرانية وحزب الله واليمن والعراق، غداة اغتيال القائد العسكرى فى المقاومة اللبنانية، فؤاد شكر فى ضاحية بيروت الجنوبية، ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية فى إيران، عاودت الإدارة الأمريكية التزامها بحماية «إسرائيل» والدفاع عنها، كما قامت بتعزيز الدفاعات الجوية فى المنطقة، ومحاولة إنشاء تحالف مع عدد من الدول العربية والأوروبية. يقود فى الوقت الحالى العملية الدفاعية، قائد القيادة المركزية، مايكل كوريلايث.

3 أغسطس 2024: قرّرت الولايات المتحدة إرسال 1700 قنبلة «ام كيو 83» والتى تزن الواحدة منها نصف طن إلى العدو. كما قرّرت نشر أسطول من السفن الحربية والطائرات المقاتلة، من بينها «إف 18» و«إف 22»، إضافة إلى أنظمة دفاع جوى.

14 أغسطس 2024: وافقت إدارة بايدن على صفقة أسلحة جديدة لـ«إسرائيل» تفوق قيمتها الـ20 مليار دولار. تضمّنت الصفقة 100 طائرة من طراز «F-15IA» و«F-15I»، بقيمة تبلغ حوالى 18.82 مليار دولار، وقذائف مدفعية عيار 120 ملم بقيمة 774.1 مليون دولار، ومعها صواريخ جو ــ جو متقدمة متوسطة المدى بقيمة تصل إلى 102.5 مليون دولار.

• • •

فضلًا عن كل ما تقدّم، راوغت الولايات المتحدة واحتالت مرات عدّة أثناء جولات التفاوض الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ففى الأشهر الماضية، أوحت واشنطن أثناء محادثات التفاوض أكثر من مرة عن قرب التوصّل إلى اتفاق. الخداع ظهر ميدانيًا، من خلال عمليات العدو العسكرية والأمنية لاستهداف قيادات المقاومة أو لتنفيذ عمليات تحرير الأسرى. فظهر بشكل جلى التنسيق وتوزيع الأدوار بين كلّ من الولايات المتحدة و«إسرائيل»، لخداع المقاومة فى غزة وطمأنتها، مقابل استمرار عمليات استهداف المقاومة والمدنيين. مثالٌ على ذلك، تنفيذ العدو عملية على مستشفى الشفاء، غرب قطاع غزة فى مارس الماضى، والتى ادّعى وقتها أنّ العملية هدفها استهداف قادة المقاومة وكوادرها الذين كانوا داخل المستشفى، فيما عمليًا من سقط هم أبرياء وأفراد لجأوا إلى المستشفى، على اعتبار أنّه مكان آمن. سبق العملية إيحاء أمريكى بالاقتراب من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وعزّزت هذا الادعاء بإدخالها مساعدات إنسانية إلى المنطقة عبر جمعية «المطبخ العالمى الأمريكى» التى وزّعت وجبات طعام على جزء من سكان القطاع، مما أوحى بالطمأنينة وعدم مبادرة الإسرائيليين إلى فعل يُفشل اتفاق التهدئة المفترض. وقد استفاد الإسرائيليون من هذا الجو ونفّذوا عملية مُوسّعة فى مستشفى الشفاء نتج عنها مئات الشهداء والمعتقلين. وهذا السيناريو كرّره أيضًا فى عملية تحرير أسرى إسرائيليين فى مخيم النصيرات، بتنفيذه عملية أمنية، بعد إشاعة أمريكا جوًّا من التهدئة حينذاك وتغطيتها دخول فريق العمليات الاسرائيلى إلى المخيم عبر شاحنات دعم إنسانى، نسّقت الولايات المتحدة مرورها.

اليوم، تُكرّر واشنطن الخداع نفسه. فبعد خرق العدو قواعد الردع وضربه ضاحية بيروت الجنوبية، وقلب طهران، باغتيال هنية وشكر، أشاعت أجواء إيجابية ــ مثل كل مرة ــ للضغط على محور المقاومة. دار مندوبوها من بلد إلى بلد، لتوجيه رسائل الضغط والطمأنينة والتهديد بأنّه «إذا ردّ حزب الله وإيران على إسرائيل فإنّ فشل المفاوضات حتمى»، وبالتالى توسّع الصراع فى المنطقة.

مجموعة كُتاب

موقع الكرمل الفلسطينى

النص الأصلى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved