الأهلى والترجى .. صدام تحكمه الحكمة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 3 أكتوبر 2010 - 10:36 ص
بتوقيت القاهرة
● مباراة الأهلى مع الترجى ليست مواجهة بين أبوتريكة الفنان وبين الجواد النيجيرى مايكل إينرامو، فالمباراة بين فريقين، وبين خطى الوسط وكل خط المعادلة الصعبة مطالب بالمواءمة بين عدد المدافعين وبين عدد البنائين، وكيف يضيف كل خط لاعبا زائدا على الأقل إلى مجموعة الهجوم عند امتلاك الكرة؟
● المباراة أيضا بين وائل جمعة مساك الأهلى وبين إينرامو رأس حربة الترجى، وبين أبوتريكة صانع ألعاب الأهلى فى منطقة الخصم، وبين خالد القربى مساك الترجى جهة الطرف الأيمن المراقب لمفاتيح الخصم.. وقبل هؤلاء جميعا هى مباراة بين حسام البدرى وبين فوزى البنزرتى.. لكن الأهلى يفترض أنه يخوض اللقاء بأحد عشر لاعبا + 1.. وهذا الواحد الزائد هو جمهوره الذى لا يبخل على فريقه بالمساندة والتشجيع.
● الترجى تغير وتطور كثيرا ونهض من كبوته التى كانت منذ سنوات، وأصبح فريقا قويا معززا بمجموعة من أفضل نجوم الكرة التونسية، وفى مقدمتهم هداف الفريق إينرامو الذى سجل سبعة أهداف فى بطولة أفريقيا، وأربعة أهداف فى الدورى وآخرها هدفا فريقه فى مرمى الأوليمبى الباحى.. بجانب الدراجى وبوعزى وبن عمرة الظهير الأيمن.
● المباراة قد تكون مواجهة أيضا بين طريقتين متشابهتين نسبيا.. الأهلى بطريقة 4/3/2/1 إذا كان حذرا، والترجى بطريقة 4/2/3/1 إذا كان مغامرا.. لكن اللعب فوق العشب الأخضر قد يجعل المواجهة بطريقة واحدة وهى 4/5/1.. تماما كما حدث فى مباراة مانشستر يونايتد وفالنسيا فى دورى رابطة الأبطال الأوروبى.. الفريقان لعبا فى البداية بطريقة واحدة وهى 4/4/2.. ثم تحولت إلى تلك الطريقة التى يتجلى فيها الصراع المحموم فى الوسط، إنها 4/5/1..
● قال لى قارئ على هذا الحديث عن طرق اللعب ومتغيراتها إنه يشعر بأنى أكتب عن اكتشاف الإلكترون إلا أن المسألة كرة القدم عندى ليست لعبة، وإنما أتعامل معها بجدية وبعمق، بقدر ما أحاول الابتعاد عن صياغات ولغة خطاب مستعملة منذ زمن طويل، تطرح فى سياق نصائح للاعبين مبتدئين، أو لجمهور يحتاج لمن يخبره أن الذهب معدن نفيس، ومن تلك الجمل ما يقال عن أن «المباراة مهمة».. «والأهلى لا بديل عنده سوى الفوز بأكبر عدد من الأهداف، كى يضمن التفوق فى حصيلة المباراتين». و«مفاتيح لعب الأهلى بركات وأبوتريكة، وحسام غالى، ويغيب سيد معوض صاحب الجبهة اليسرى».
«والترجى يهمه الخروج بنتيجة طيبة بأمل الفوز بعدد كبير فى مباراة العودة. وخط وسطه قوى ويقوده الدراجى، وخط هجومه مميز ويقوده إينرامو». «ويلعب الترجى، مثل فرق الشمال الأفريقى على تضييق المساحات، ثم الهجوم المضاد. وهو فريق كبير عمره 91..». لكن الأهلى أكبر فعمره 103 أعوام.. الأمر أعمق من ذلك، فالمباراة بالنسبة للفريقين قد تكون صداما محكوما بالحكمة؟