ضمير العالم.. وقضية الأدوية الحيوية
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 8:40 م
بتوقيت القاهرة
من أهم القضايا المتعلقة بالصحة ما يناقش الآن على مستويات مختلفة فى مؤسسات عالمية منها الأمم المتحدة: موقف العالم من إنتاج الأدوية الحيوية خاصة أن الوقت قد حان لنهاية براءة اختراع بعضها الأمر الذى سيجعلها متاحة للإنتاج من قبل دول العالم الثلاث التى تحتاجها بشدة ولا تستطيع الحصول عليها لارتفاع ثمنها إلى درجة غير مسبوقة فى عالم إنتاج الدواء.
الأدوية الحيوية نقلة تكنولوجية هائلة فى صناعة الدواء إذ تعتمد على خلايا الباكتيريا المعدلة وراثيا فى إنتاجها الأمر الذى يستوجب ضرورة اختبارها على عدد كافٍ علميا بمعنى أنه عدد أكبر بكثير من الأعداد التى تشترطها الدراسات التى تجرى لتحضير واختبار الأدوية العادية.
تحضير وإنتاج تلك الأدوية الحيوية بالفعل يستهلك ميزانيات هائلة إذا أضفنا إليها الأرباح الخفية والمعلنة التى تحققها شركات الأدوية العملاقة لعرفنا أن حصول فقراء العالم على تلك الأدوية التى تبشر نتائجها بقدرة على تحقيق معدلات شفاء فى أمراض خطيرة مثل السرطان والسكر والتهاب المفاصل الروماتويدى يعد أمرا مستحيلا.
الواقع أن شركات الأدوية فى الهند والصين تستحوذ على ما يقارب من ٨٠٪ من تصنيع المواد الفعالة فى تلك الأدوية نظرا لرخص الأيدى العاملة بها ومصروفات الإنتاج الأمر الذى يرشحها لأن تنتج هذه الأدوية بصورة كاملة وبسعر أقل كثيرا عما يمكن أن تعرضه أمريكا وأوروبا من أسعار إذا ما استطاعت الحصول على هذا الحق بعد انتهاء فترة حق براءة الاختراع.
فهل بالفعل ستنجح فى هذا؟.
هل سيدعمها المجتمع الدولى أم سينحاز لأمريكا وشركات الأدوية العملاقة التى بالفعل بدأت تمارس ضغوطا هائلة للالتفاف حول القانون الدولى الذى يسمح للدول بإجبار الشركات على مشاركة تلك الحقوق مع الآخرين بعد انقضاء عشرين عاما هى فترة حق امتلاك براءة الاختراع فى ظروف تتطلبها مقتضيات الصحة العامة وهذا هو مربط الفرس فى تلك القضية الهامة، فأى ظروف سترفعها أمريكا فى وجه العالم لحماية شركات الأدوية وحماية مصالحها الاقتصادية؟
منذ سنوات استطاعت جهود إنسانية قوية أن تقنع شركات الأدوية العالمية بأن تتنازل عن حق براءة الاختراع لصالح مرضى الإيدز فى العالم الأمر الذى يسمح الآن لكل مرضى العالم تقريبا بتلقى العلاج بعد أن أصبحت تكلفته عشرين سنتا فى اليوم.
فهل تفلح الجهود المبذولة حاليا لإتاحة الفرصة لضمير العالم أن ينتصر فى تلك المعركة الإنسانية الخالصة؟.
هل سيسمح ضمير العالم بأن يصبح العلاج حقا للإنسان فى أى مكان على الأرض؟.
هل ستسمح أمريكا وشركات الأدوية العملاقة بأن يساهم العالم الثالث فى إنتاج صورة من الأدوية الحيوية رخيصة الثمن كى يتاح أمل الشفاء من الأمراض الخطيرة للجميع على حد سواء؟.
ترى هل سيتاح قريبا «معبر» إنسانى يكفل للدول النامية أن تنتج الأدوية الحيوية ليتساوى الجميع فى حق العلاج ويترقب الإنسان فى كل مكان على الأرض لحظة الشفاء التى ينتظرها ويستحقها؟
وحده القادر على هداية العالم.. وتنبيه ضميره.