منظمة الصحة العالمية.. توصية تحتاج توضيحا
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 3 ديسمبر 2021 - 7:55 م
بتوقيت القاهرة
أثار انتباهى هذا الأسبوع توصيات صدرت عن منظمة الصحة العالمية تناقض توصيات أخرى تتعلق باللقاحات المستخدمة حاليا لمقاومة عدوى كوفيد ـ ١٩ وإمكانية تناولها للسيدات اللائى يخططن لحدوث الحمل أو للحوامل بالفعل والمرضعات.
* ينبغى أن تأخذى اللقاح ضد كوفيد ـ ١٩ إذا كنتِ تخططين للحمل.
ّ* يمكنك أخذ اللقاح إذا كنت حاملا.
* ينبغى أن تأخذى اللقاح ضد كوفيد ــ ١٩ إذا كنت مرضعة فالأجسام المضادة التى تكسبينها بعد التطعيم يمكنها عبور حليب الثدى وتساعد على حماية رضيعك فضلا عن حمايتك.
لا توجد أى بيانات حالية تفيد أن لقاحات كوفيد ــ ١٩ تتداخل مع الخصوبة، أخذ اللقاح عندما يحين دورك هو أفضل ما يمكنك عمله لحماية نفسك وصحة رضيعك فى المستقبل.
أثارت تلك التصريحات بالفعل انتباهى لكنها بالفعل على موقع منظمة الصحة العالمية على وسائل التواصل الاجتماعى.
كان من الطبيعى أن تثير انتباهى فالمعروف للجميع أن من تستعد للإنجاب والحامل والمرضعة من الحالات الاستثنائية التى عليها أن تتفادى التطعيم. لذا فقد جاءت كل التعليقات لتعلن عن دهشة متوقعة.
توصيات منظمة الصحة العالمية تحدثت عن اللقاحات بصورة عامة رغم اختلاف طرق تحضيرها وتباين الفكر فى صناعتها.
لم تمهد منظمة الصحة العالمية بنشر نتائج تجارب تؤيد فحوى تلك التوصيات أو تشير إلى حيثيات تدعوها لأن تؤكد أنه لا خطر على الحوامل أو المرضعات لذا فقد جاءت التعليقات صادمة ولم تعلن منظمة الصحة العالمية عن إيضاحات تكفل للمرأة ضمانات تجعلها تُقبل على تناول اللقاح مطمئنة متأكدة من صدق التوصيات.
رغم أن الأمر أيضا قد شمل الأطفال فى البداية إلا أن هناك بعض الدول ومنها كندا فقد أجازت تطعيم الأطفال من الخامسة فأكبر ضد كوفيد ــ ١٩ والإنفلونزا الرسمية وقد بدأ تطعيمهم بالفعل.
الأمر بالفعل ليس سهلا فكل شىء فيما يبدو خاضع للتجريب. العالم بأسره يواجه تجربة جديدة مخيفة، الخبرة فيها تبنى على تراكم المعلومات بمرور الوقت وتعدد النتائج وربما اختلافها.
كيف تغير الأمر.. ولماذا أصدرت منظمة الصحة العالمية تلك التوصيات التى تحتاج بالفعل إلى شرح وإيضاح؟.
الواقع أننى لا أعترض على الإطلاق على أن تصدر منظمة الصحة العالمية توصيات جديدة تتعلق باللقاحات نتيجة لأدلة علمية تأكدت من خلال المعلومات التى يسجلها العلم بانتظام ودأب عن تأثيرات اللقاح والأعراض الجانبية التى تنشأ عنه، لكنى فى الواقع كنت أتوقع أن تستند منظمة الصحة العالمية إلى دلائل تشرح لماذا تغيرت المعلومات المتاحة عن اللقاح وما زلت أنتظر.
رغم ارتفاع مد الموجة الرابعة وترقب نذر الخامسة خاصة بعد رصد السلالة الجديدة أوميكرون إلا أن هناك من يرفضون تناول اللقاح حتى إن هناك دولا يتوقع أن تسن القوانين التى تجبر الجميع على تناوله أو فرض العزلة الإجبارية وربما العقوبة الرادعة على من يصر على التغريد خارج السرب!.
التوصيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية تحتاج إلى إيضاحات وأسانيد مقنعة تخاطب قناعات المرأة التى استقر فى ذهنها أنها وجنينها فى مرمى نيران اللقاح الذى ندفعها اليوم لتناوله. وهو أمر أظنن بالفعل هام ويجب أن تنتبه إليه منظمة الصحة العالمية.