الشعب لم يعد متفرجا
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الجمعة 4 فبراير 2011 - 10:58 ص
بتوقيت القاهرة
●الجريمة التى شاهدتها فى ميدان التحرير بهذا الاعتداء بالعصى والسيوف على الشباب المعتصمين لم تكن جريمة جنائية فقط ولكنها كانت تشويها سريعا للتعاطف الإنسانى والشعبى مع الرئيس بعد خطابه المؤثر.. وقد كان الانطباع أن يقوم الرئيس بتحقيق هذا الانتقال التاريخى بالحياة السياسية المصرية، بكل ما فى هذا الانتقال من مطالب عن التغيير الشامل.. لكن للأسف وقعت الخيانة من هؤلاء الذين أطلقوا رجالهم لضرب الشباب والاعتداء عليه، وهم فعلوا ذلك بنفس منطقهم فى احتكار مقاعد مجلس الشعب.. بالتزوير وبالترويع، وبإزاحة 30 مليون مصرى من المشاركة فى اختيار من يمثلهم بإرادة حرة حتى أصبحت معظم البرلمانات منذ 60 عاما غير شرعية بالتزوير.. يا إلهى كيف يصل الكذب إلى الحلقوم؟
●أيضا كم كان مضحكا أن تبرر غزوة «قبيلة بنى نزلة السمان» لميدان التحرير وهم يمتطون الجياد والجمال، ويمسكون بالسيوف والكارابيج والعصى، بأنهم حضروا للدفاع عن السياحة.. يا إلهى كيف يظنون لهذه الدرجة أننا شعب أبله وعبيط ومغفل؟!
●الجريمة الأخرى التى شاهدتها بعينى كأنى أتابع أحد الأفلام السينمائية، كانت قنابل المولوتوف التى ألقيت من أسطح العمارات المحيطة بميدان التحرير.. دون أن يتحرك أحد لإيقاف الحريق.. كما شاهدت طلقات الرصاص القادمة من أعلى لتقتل.. دون أن يتحرك إصبع واحد لإيقاف النيران؟..
هل هم حقا قناصة من كتائب حماس؟ هل هم حقا كوماندوز حزب الله؟ هل هم حقا عناصر من إيران؟ هل يتآمر علينا محيطنا كله والشرق الأوسط كله؟
●آه.. هى صرخة وجع وألم عمرها من عمرى.. آه من 60 عاما ضاعت على جيلى ونحن نحلم بالحد الأدنى الذى حققته شعوب العالم الآخر منذ القرن الثامن عشر.. آه صرخة وجع وألم تمزق قلبى وعقلى حين يقول رئيس مجلس الشعب: «لن نقبل بنائب مزيف أو مزور تحت القبة».. بينما ظل الشعب بكل أطيافه يصرخ من التزوير لسنوات ولم يلتفت إليه مسئول.
●اليوم يعود شعار الشرطة فى خدمة الشعب، ولم يسأل أحد من قبل أين ذهب ولماذا؟ اليوم يتوقف الحديث عن التوريث بتعيين نائب للرئيس بينما ترك البلد يغلى من هذا الحديث عشر سنوات.. اليوم يعلو صوت الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. اليوم سوف يتغير الدستور، وسيتحقق حلم جيلى الضائع وهو أن يحكم مصر رئيس لدورتين ثم يترك المنصب لرئيس غيره.. من اليوم لن يجلس هذا الشعب أبدا فى صالة مظلمة متفرجًا.