الشلل الباكستانى
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 4 فبراير 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
نقلت وكالة الاسوشتيدبرس للصحف العالمية تصريحا نشرته الواشنطن بوست فى عددها الصادر بتاريخ 24/1/2013 للسيد رئيس وزراء مصر عن بدء حملة لتطعيم الأطفال دون الخامسة بعد ظهور مباغت لفيروس شلل الأطفال فى مصادر مياه ملوثة فى دار السلام وعزبة الهجانة. الفيروس تم اكتشافه بمعاونة منظمة الصحة العالمية التى أكدت ومنظمة اليونسيف على وجوده وأشارت إلى تطابق السلالة المكتشفة وتلك التى تتوطن باكستان. بقية الخبر ان وحدة مراقبة انتشار المرض فى باكستان صرحت بأن ما حدث فى مصر هو من نذر الخطر التى تدعو للقلق وان كل الأطفال المغادرين باكستان يجب تطعيمهم فى المطار!
الأمر إذن جد خطير: المسئول عن عودة ذلك الوجه القبيح إلى بلادنا عائلات نزحت من باكستان إلى بلادنا وآخرون ذهبوا إليها وعادوا به.
يظل شلل الأطفال هاجسا حتى بعد أن تمكن العلم من توجيه ضربة قاضية له بإنتاج اللقاح الواقى منه. حتى فى بلادنا كان من حسنات أصحاب الشأن الصحى القليلة أن تمكنت وزارة الصحة من القضاء عليه بتوفير اللقاح الواقى للجميع فأعلنت خلو البلاد منه تماما عام 2004.
إعادة اكتشاف وجود الفيروس أمر بالفعل يدعو إلى موقف جاد وحاسم يعيد الأمور إلى نصابها خاصة أن مصدره الآن معروف، أما مخبره فلذلك قصة أخرى.
انتهى أمر شلل الأطفال على الكرة الأرضية إلا من ثلاث بؤر تظل موطنا له: ثلاث دول تدين بالإسلام ويرفض المسلمون فيها أن ينال أطفالهم حماية التطعيم. باكستان التى قتلت فيها حركة طالبان تسعة من المتطوعين الذين حملوا اللقاح لتطعيم الأطفال كان بينهم سبع نساء تحت زعم أنهم يعملون لصالح الولايات المتحدة ويتجسسون لحسابها ولظنهم أن اللقاح يخلف عقما لدى الأطفال المسلمين. أفغانستان أيضا ونيجيريا حيث تتبنى حركة «بوكوحرام» ذات الأفكار وتدافع عنها بزعم أنها تجاهد فى سبيل الله ضد الكفار.
المنصف يعرف جيدا أنه لا علاقة للإسلام بممارسات وأفكار مسلمى هذا الزمان ولكن هل مطلوب من الغرب أن يتفرغ لتنظيف تلك المستنقعات التى يجروننا إليها والأحراش التى يعيشون فيها؟ ما هو رد فعل الإنسان الأوروبى أو الأمريكى الذى يقرأ افتتاحية جريدة تتحدث عن قتلة باسم الدين يزهقون أرواح متطوعين لحماية الأطفال حتى لو كانوا جواسيس رغم ثبوت عكس ذلك؟بل ما هو رد فعلك أنت عزيزى القارئ بعد أن عاد الفيروس الضارى يهدد طفلك بشلل باكستانى النزعة أو أفغانى القسمات أو نيجيرى الملامح؟ التطرف والجهل بالإسلام بلاشك هما الخطر الحقيقى على أطفالنا وأطفال العالم. التنوير والاجتهاد هما الآن المعانى الحقيقية للجهاد فى مواجهة قوى الظلام بعد أن امتد أثرها المدمر لصحة الإنسان. والله فعلا بوكوحرام!