التأمين الصحى.. هل ينهار سد الموظفين العالى؟

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: السبت 4 فبراير 2017 - 11:10 ص بتوقيت القاهرة

سألت نفسى هذا الصباح قبل أن أبدأ الكتابة هل من جدوى لما أكتب، أما أنه حرث فى البحر هباء منثورا، غرس بلا نبت أو ثمار؟ لا أنكر أنى أتلقى دعما معنويا ربما كان الدافع القوى وراء استمرارى فى المحاولة من قراء صحيفة الشروق. لكن هذا الدافع يظل فرديا يزكى جذوة الحماس فى نفسى لكنه لا يتجاوز الحدود إلى النقل القوى الذى تحتاجه قضية الصحة فى بلادى.


بعد معهد القلب القومى قضيتى التى تستحوذ على كل اهتمامى. فيه بدأت العمل وإليهعدت بعد رحلة تخصص وعمل وحياة مررت فيها بمحطات عديدة أهمها باريس ومونتريال ليظل لى دائما المرفأ والمرسى.


أعرف جيدا قدراته غير المحدودة على خدمة الإنسان المصرى الذى لا يعرف إلا طريقه من شمال البلاد إلى جنوبها فلا ملاذ إلا القومى معهد القلب لمحدود الدخل قليل الحيلة. لكننى أيضا أعى أن تلك المؤسسة العريقة تجاهد الخلاص من عنق الزجاجة الذى نحن جميعا فيه أسرى.
تحدثت عن أزمة احتياجنا لأمبولات الاستربتوكاينيز التى تستخدم لإذابة الجلطة الحديثة فى الشرايين التاجية وكيف أن من تبرعوا بها لنا اشتروها من السوق السوداء بلا أى مستندات وأن أطباء الاستقبال كانوا يضطرون لإرسال أهل المريض للبحث عنها فى الصيدليات فاشترى ابن لأبيه أمبولا بثمانمائة جنيه بينما ثمنه الجبرى مائتين وخمسون جنيها!


أتحدث اليوم عن أمر فى غاية الخطورة فى الوقت الذى يبدو مشروع التأمين الصحى فيه متعثرا لا تبدو له ملامح كان لدينا مشرع العلاج على نفقة الدولة لمن لا مورد لهم ولا صفة وظيفية إلى جانب أصحاب الحق فى تأمين صحى محدود تتولاه هيئة للتأمين الصحى لموظفى الدولة. باب الفرج للأطفال والموظفين الذين تقتطع من مرتباتهم رسوم شهريا للمساهمة فى نفقاته والباقى تسدده الدولة!


أمس أصدرت إدارة معهد القلب قرارا بوقف التعامل مع قرارات التأمين الصحى وبالتالى رفض استقبال مرضاه!.. ثقلت أحمال معهد القلب حتى نأتى بها، فالتأمين الصحى لا يسدد ديونه ولا يوفر حتى الدعايات الدوائية التى يجرى تركيبها يوميا وبلا انقطاع لمرضى شرايين القلب التاجية.


جاء الخبر صدمة لنا جميعا فى الوقت الذى يتهيأ فيه الجميع لافتتاح المعهد بعد التجديدات تبدأ أبواب الفرج واحدا تلو الآخر فى الانغلاق فى وجه الإنسان المصرى محدود الدخل عديم الحيلة مريض القلب كأنما لم يكن مرضه كافيه ينعدم أيضا أمله فى العلاج الكريم.


الأمر جد خطير يجب إعادة النظر فى قواعد التأمين الصحى حتى لا ينهار السد العالى الذى يستند إليه الموظفون. لماذا لا تتقدم الهيئات غير الحكومية لدعم هذا المشروع إلى جانب الدولة حتى يستمر.
فهو بالفعل باب الفرج الوحيد للموظفين الذين يجب أن يبدأوا فى الدفاع عنه. أظنهم لا يترددون فى قبول زيادة معقولة فى مساهمتهم الشهرية ضمانا لدعم المشروع واستمراره.


المعارك ليست فقط على الحدود والأسلحة ليس تلك التى يحملها الجنود ــ مع عظيم احترامنا للدور الذى يؤدونه باقتدار ــ. المعارك أيضا هنا فى مؤسسة عريقة مهمتها الأساسية صون الإنسان المصرى المريض الذى لا حول له ولا قوة.
معهد القلب القومى لا ينقص أطباءه والعاملين فيه علم ولا كفاءة، والأهم رغبة قوية أكيدة فى أداء رسالة لم تعد توصف بالإنسانية فقط بل تعدتها إلى أنها خدمة وطنية فى المقام الأول.


أدعوكم جميعا للمشاركة: ليس بالمال وحده بل بالجهد والأفكار والرغبة فى المشاركة بالعمل التطوعى. لا تترددوا فما تقدمونه اليوم حتما سيرد لكم يوما ما. نحن جميعنا على طريق واحد فضموا الصفوف يرحمكم الله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved