قداسة الكابتن أحمد شوبير
وائل قنديل
آخر تحديث:
الخميس 4 مارس 2010 - 9:25 ص
بتوقيت القاهرة
غضب الكابتن أحمد شوبير بشدة لأن مصر لم تخرج عن بكرة أبيها إلى الشارع وتنتفض دفاعا عنه باعتباره أحدث شهداء حرية التعبير.
أعلن الكابتن استياءه ودهشته من أن مصر لم «تقم ولا تقعد» لأن حكما قضائيا صدر بإيقاف برنامجه عن الكرة بعد أن تحول إلى «مشتمة» تعج بما تنوء بحمله الجبال من عبارات الإسفاف.
من حق الكابتن أن يغضب ويحزن لأن القضاء أدانه، لكن أن يتوهم أنه أحد صناع التنوير فى مصر فذلك ما يدعو للضحك على طريقة عمنا المتنبى، وألا يجد غضاضة فى اعتبار نفسه وبرنامجه (أو مشتمته كما حكم القضاء) أكثر أهمية من مجلة ثقافية ترأس تحريرها مبدعون كبار مثل الراحل العظيم الدكتور عبد القادر القط ثم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، فتلك مصيبة.
الكابتن فى حمأة غضبه على حكم القضاء قال على فضائية «مودرن» إن مصر قامت ولم تقعد حين حكم القضاء بمصادرة مجلة لا توزع أكثر من 500 نسخة اسمها «إبداع» بينما لم تخرج المظاهرات، ولم يضرب الإعلاميون عن الطعام حتى الموت، اعتراضا على الحكم بإيقاف برنامجه.
الكابتن اعتبر نفسه أحد رموز الإعلام والصحافة فى مصر، ومن ثم صب غضبه على الأسرة الإعلامية والصحفية لأنها لم تعلن الحداد على برنامجه، رغم أنه وفى حدود معلوماتى المتواضعة، كل علاقة الكابتن بهذه الأسرة أنه عين مندوبا للإعلانات فى مؤسسة الأهرام عن طريق حسن حمدى والخطيب، وبالتالى فالأسرة الصحفية لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بخناقته مع مرتضى منصور.
كما أننا لم نسمع يوما أن الكابتن أحد شعراء قصيدة النثر أو كان يوما روائيا يشار له بالبنان (أو بالبنيان كما نطقها زميله الكابتن مصطفى عبده فى إحدى حلقات برنامجه) ومن ثم تصبح مقارنة برنامجه بمجلة حملت بين غلافيها إبداعات كبار المثقفين المصريين والعرب شيئا أقرب إلى العبث والجنون.
كما أن محاولة «قداسة الكابتن» تشبيه ما جرى مع برنامجه بما حدث للزميل المبدع إبراهيم عيسى رئيس تحرير «الدستور» نوع من المساواة بين «التبن» و«التبر» إلا إذا كان يعتبر القراء مجموعة من الحمير وفى هذه الحالة ينطبق عليهم ما قاله فيلسوف الإغريق القديم فيثاغورث «تؤثر الحمير التبن على التبر».
فليغضب الكابتن أو يحزن كما يريد، هذا حقه الإنسانى، لكن محاولة تصوير «الخناقة» مع مرتضى منصور على أنها قضية حرية تعبير وإبداع تهدد مستقبل الثقافة والإعلام فى مصر، فتلك هى المهزلة.
وأن يعتبر الكابتن نفسه أحد رموز الإعلام المصرى، فهذا ما بعد المهزلة بنحو 120 كيلومترا فى اتجاه القاع.