رئيس وزراء من ميدان التحرير
وائل قنديل
آخر تحديث:
الجمعة 4 مارس 2011 - 12:00 م
بتوقيت القاهرة
الشكر موصول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، هؤلاء الرجال الرائعون أوفوا بعهدهم للثورة منذ بدايتها، فالجيش هو الذى حمى الشعب من رصاص الأوغاد ورفسات البغال والجمال، والجيش هو الذى صان ولا يزال الجبهة الداخلية حينما غابت الشرطة أو تغيبت، انسحبت أو سحبت، امتنعت أو تمنعت.
المجلس العسكرى أيضا هو الذى فتح ملفات فساد النظام السابق وقرر ملاحقتهم بالقانون وبمنتهى الصرامة، وهو الذى اتخذ من الخطوات ما يجعل المصريين مطمئنين على ثورتهم ومستقبلها.
غير أن الشكر واجب ولازم على ما فعله المجلس العسكرى قبل ثلاثة أيام، حين دعا رموز مصر الكبار للحوار الصريح والمفتوح حول مستقبل مصر، وكانت الصورة بديعة والمشير طنطاوى يجلس وبجواره الدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى، وبجواره من الناحية الأخرى الدكتور كمال الجنزورى والدكتور أحمد كمال أبوالمجد وأستاذنا سلامة أحمد سلامة ورجال القضاء.
تلك الصورة بتفاصيلها رسخت لدى الشعب المصرى أن ثورته العظيمة أخذت طريقها إلى الإدارة السياسية الكاملة، بحيث تشارك فيها كل العقول بعد أن امتلأت بها جميع الأفئدة.
ولكى لا ننسى فقد قال لى الدكتور محمد البرادعى بعد دقائق من خروجه من لقاء المجلس العسكرى إنه يشعر بأن إقالة أحمد شفيق وحكومته باتت قاب قوسين أو أدنى، وأذكر أنى أعدت السؤال «هل يحدث ذلك قبل يوم الجمعة» فابتسم الرجل دون «أن يعلق.
والخلاصة أن المجلس العسكرى استمع إلى وجهات نظر المدعوين إلى اللقاء فى كيفية الخروج بالبلد من حالة الاحتقان والتعطل الحالية، وكان هناك إجماع على أن المفتاح هو إقالة أو استقالة الفريق أحمد شفيق ومن بقى من وزراء حكومة مبارك الأخيرة.
وربما لن يكون سرا لو قلت إن الأيام الثلاثة شهدت اتصالات مكوكية بين البرادعى والمجلس العسكرى والشباب والتيارات السياسية المشاركة فى اعتصام ميدان التحرير، الذى تحول إلى بوصلة محددة لحركة البلد.
وأزعم أنه برحيل شفيق ووزراء مبارك، تكون الثورة قد نضجت وأتت أكلها، واكتملت مطالب الثوار، خصوصا أن رئيس الوزراء الجديد الدكتور عصام شرف جاء من قلب ميدان التحرير، وأعلم أنه كان من المشاركين فى الثورة من يومها الأول، وهو ليس محسوبا على النظام السابق، حيث شغل منصب وزير النقل لشهور معدودات، فى حكومة احمد نظيف .
وعليه فإن المطلوب الآن أن يكون اليوم هو جمعة الاحتفال الأخيرة بميدان التحرير، وبعدها ننخرط جميعا فى عمل جاد ودؤوب لنبدأ مرحلة بناء مصر الجديدة، بعد أن أنجزنا مرحلة هدم النظام المتصدع بنجاح، ورفعنا الأنقاض.
ولعل المطلب الملح والعاجل فى الوقت الحالى هو استعادة الأمان الكامل فى البلد، وأظن أن التباطؤ فى عودة رجال الشرطة إلى أعمالهم وبشكل شامل، أصبح رفاهية لا يتحملها أحد..
لندشن عصرا جديدا ونتجمع فى صورة واحدة بالحجم الطبيعى لمصر