البحث العلمى فى إسرائيل
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 4 مارس 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
يضع العلم معايير ثابتة للبحث العلمى تتعلق بالغرض من البحث ووسائله التى تقود إلى نتائج شفافة لا يلونها غرض أو تطالها شبهة. فهل تخضع كل مراكز البحث لتلك المعايير فتحترم مقاييس العلم وتلتزم بأن يكون الغرض منه إما خدمة المجتمع والإنسان فيما يعرف بالعلم للمجتمع، أو أن تحقق خطوة متقدمة فى مسار العلوم ذاتها: العلم للعلم، الأمر الذى فى النهاية أيضا يعود بالنفع على الإنسان.
هل تتساوى مراكز البحث فى أمانتها العلمية؟ سؤال يظل معلقا فوق الرؤوس وإن كانت إجابته لا تحتاج لجهد كبير فتلك أمور تتعلق بقواعد عامة ثابتة واضحة لا يمكن تجاهلها وإن كان من الممكن التغافل عنها أحيانا.
نشرت الدورية العلمية المرموقة Psychosonnatic Medicine Journal فى عدد يناير الماضى نتائج بحث علمى خرجت من جامعة بن جوريون الإسرائيلية فى النجف: فلسطين. تتحدث الدراسة العلمية عن ارتفاع نسبة الإجهاض التلقائى Sponteneous Alortion لدى سيدات اليهود نتيجة لتعرضهن لصدمة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة منذ عام 2001.
الدراسة التى اجريت للمقارنة بين نسبة الإجهاض فى منطقة سيدروت Sderot المعرضة لإطلاق الصواريخ ومنطقة أخرى بعيدة عن مرمى الصواريخ Kiryat Got فريد جات. المقياس الوحيد فى الدراسة كان التعرض للقصف بغض النظر عن عمر السيدات أو إصابة أى منهن بأمراض أخرى تعرضهن لخطر الإجهاض التلقائى، مرات حملها السابقة أو انتشار أى أمراض فى منطقتها أو حتى نسبة إجهاض سابقة لمجتمعها قبل عام 2001، تلك كلها فرضيات يجب أن توضع فى الاعتبار لمن لديهم خبرة حقيقية فى البحث العلمى تؤيد النتائج وتدعم مصداقية العمل العلمى.
لم تنس الدراسة أن تستعرض أن تلك المنطقة تعانى من القصف المستمر الذى يأتيها من قطاع غزة وأن السيدات تزعجهن أصوات صفارات الإنذار التى تنطلق قبل القصف بدقائق قليلة. الدراسة تشير إلى أن الاحتمال الوارد للإجهاض إنما هو ناتج عن إفراز هورمون الكورتيزون أو هورمون الضغط العصبى كما يعرف به من وصف. يفترض أن هورمون الكورتيزون يسبب انقباضات الرحم والتى ينتج عنها الإجهاض.
الأمر إذن قائم على فرضية وضعوها بلا دليل، فقد بحثت عن إشارة لإجراء قياس لنسبة هذا الهورمون فى دم السيدات فلم أجد. شبهوا ما يحدث للحوامل فى تلك الأحوال بما يحدث فيما يسمى صدمة ما بعد الكرب. Post Traumotic Stress Disonder.
هذا بلا شك بحث ينقصه الكثير من دقة المعايير العلمية ويفتقد الشفافية المطلوبة وإن كانت نسبة السياسة فيه أعلى كثيرا من العلم، الأمر الذى معه يفضل أن ينتقل إلى صفحات جريدة سياسية إسرائيلية ولا مكان له فى دورية علمية مرموقة ذات مصداقية.
بالمناسبة ميزانية البحث العلمى فى إسرائيل هى أعلى ميزانية ترصدها دولة فى العالم قياسا على اقتصادها. مجرد معلومة تتكرر كثيرا على الفضائيات فى الإعلان عن جامعة خاصة مصرية.