تحية واجبة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الأحد 4 أبريل 2010 - 9:52 م
بتوقيت القاهرة
أتابع بإعجاب يقترن بالكثير من مشاعر الود والاحترام، ما يفعله الدكتور مصطفى السيد، العالم المصرى الأصل، والحاصل على أكثر الأوسمة العلمية الأمريكية رفعة فى العلوم. كنت قد التقيته فى ندوة لـ«الشروق». هالنا جميعا فيها بساطته وتواضعه والأثر البادى فى كل ما ينطق به من ارتباطه بوطنه الأم مصر، وعزوفه عن الإعلان عن نفسه، بداياته فى كلية العلوم التى يذكرها بفخر على بساطتها ويكرر أنه لولا ما حصله من علم فيها ما كان له أن يصل إلى ما انتهى إليه الآن.
حاورناه فى العلم وسألناه عن علاقة الذهب بنواة الخلية ومستقبل العلاج باستخدام النانو تكنولوجى خاصة فى مجال علاج السرطان.
لم ينتقد ما نحن فيه ولم يذكر أثرا سلبيا واحدا تركته زيارته لمصر بعد كل هذا الغياب فى نفسه، إنما تحدث عن أمله فى مستقبل أفضل لبلاده وعلمائها، بل ونوه بجهود المركز القومى للبحوث وأثنى على باحثيه، وأشار إلى تعاون قادم بينه وبين القائمين على إدارته.
سألته بحذر: تذكر حيثيات منحك الجائزة أنها منحت لك لتعاونك المثمر مع كل بلاد العالم فهل كان من تلك البلاد إسرائيل؟
أجاب بحسم: لا ولا أظننى، فبرنامجى العلمى لا يسمح بمشروعات جديدة. إجابة ذكية لعالم أمريكى الجنسية، مازال يدخل مصر بجواز السفر المصرى.
اليوم يعود إلى مصر التى تعددت زياراته لها فى السنتين الأخيرتين مصطحبا معه خمسة عشر استاذا أمريكيا هم صفوة علماء الولايات المتحدة فى التقنية الحديثة «النانو تكنولوجى» ليشرف على ورشة عمل يحاضر فيها لكل هؤلاء شبابنا وعلمائنا المتطلعين للحاق بسباق العمل.
جهد عظيم انتهى إليه الدكتور السيد بهدوء وبساطة وسماحة كتلك التى تنطق بها ملامحه. لم يكلف مصر مالا ولا عناء، إنما أقنع رجل الأعمال أحمد بهجت بأن يتحمل نفقات تلك المهمة العبقرية فتحملها راضيا.
لم ينتظر الدكتور السيد أن تسأله بلاده عونا ولم يعد بمشروعات لا تحتملها ميزانية حكومتنا إنما فعل دون أن يطلب منه. آمن ببلاده وتفهم حدود قدراتها، فقرر أن يتعاون مع أبنائها لتغيير مقدراتها. عاد إلى نفس العمل الذى بدأ منه ومعه كتيبة من العلماء حضروا معه ثقة فيه ورغبة فى معاونته على تحقيق حلم احتفظ به ربما طوال عمره وحان موعد تحويله لحقيقة.
تحية احترام واجبة للعلم والعالِم