قنابل فتحي سرور
وائل قنديل
آخر تحديث:
السبت 4 يوليه 2009 - 4:13 م
بتوقيت القاهرة
بدأ الدكتور فتحى سرور حواره مع الأهرام بنفى حل مجلس الشعب، لكنه انتهى بتأكيد شائعة الاتجاه إلى الحل، ذلك أن الدكتور سرور صاحب الـ19 سنة خدمة فى البرلمان بدا وعلى مساحة صفحتين كمن يمسك بمحراث ويمهد التربة لشىء كبير قادم فى الطريق.
على أن أكثر ما يلفت الانتباه فى الآراء والفتاوى السرورية هو هذا الترصد من رئيس المجلس للنواب المستقلين وحديثه عنهم وكأنهم مجموعة من اللقطاء أو أطفال الشوارع، رغم أن بين المستقلين من نباهى به الأمم يوم تكون المعايير محترمة.
ويبدو الأمر دون بذل أى جهد فى التفكير أن الحوار يأتى فى إطار حملة أو مشروع وطنى ديمقراطى لتطهير مجلس الشعب من فلول النواب المستقلين، حيث لا يجد سرور غضاضة فى وصف هذه النوعية من النواب بأنهم قنابل موقوتة لا تنتمى إلى أحزاب ومن ثم فهم فاقدون للشرعية.
ولا أدرى عن أية شرعية يتحدث الدكتور، هل هى شرعية المال والزواج الحرام بين الثروة والسلطة فى مصر؟ أم هى شرعية التزوير والبلطجة والعبث بصناديق الانتخاب والتحكم فى نتائجها من المنبع بمنع الناخبين من الوصول إلى اللجان؟
ولا أعرف إذا ما كان للدكتور أن يسأل نفسه: ما معنى أن يصل مرشح إلى مجلس الشعب عن طريق أصوات الناخبين؟
وما معنى أن يحصل على عضويته فى البرلمان عن طريق الصناديق، حتى وإن كان غير منتمٍ لهذا الحزب أو ذاك، أليست هذه هى الشرعية بمعناها الدقيق ومبناها السليم؟
أليس هؤلاء المستقلون الأوغاد أكثر شرعية من آخرين سمح لهم بالوصول عن طريق الأحزاب هشة البناء والمقامة على أراض لا يصلح البناء فوقها بمقتضيات الممارسة السياسية المحترمة، والتى تولى إنشاؤها مقاولو الحزب الوطنى والحكومة، ومن ثم هم الذين حددوا المواد المستخدمة فى إنشائها، والأهم أنهم وحدهم يعرفون كيف يهدمونها ويجعلونها أثرا بعد عين إذا هى خرجت عن الخط المرسوم لها؟
ما يطرحه الدكتور سرور فى هذا الحوار يتجاوز رأيه فى ظاهرة النواب المستقلين، بل أظنه يمكن النظر إليه على أنه مرحلة القصف العنيف تمهيدا لمرحلة الهجوم البرى الحاسمة، وأحسب أن على كل نائب مستقل أن يتحسس رأسه من الآن، ويفكر فيما هو قادم، ليس على مستوى شكل البرلمان وتكوينه فقط، بل ربما يكون المقصود من وراء قنابل الدخان التى يلقيها الدكتور سرور القفز إلى ما هو أكبر وأخطر من فك وتركيب مجلس الشعب بخامات مختلفة وديكورات جديدة.
غير أن كلام الدكتور سرور لم يخل من الشىء ونقيضه، والحجة وعكسها، فبعد أن أشعل النار فى حقول المستقلين، عاد وقال إنه لا مانع من أن يضم المجلس نوابا مستقلين شريطة أن يكونوا على ثقافة معينة وفكر معين.. أغلب الظن أنه الفكر الجديد.. والمستقلون الحقيقيون يمتنعون.