فى الطريق إلى 3 يوليو
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الأحد 4 يوليه 2021 - 7:45 م
بتوقيت القاهرة
فى الخامسة والربع فجرا يوم السبت الماضى، تحركت من منزلى قرب ميدان السيدة زينب، متوجها إلى قاعدة شرق القاهرة الجوية.
هناك كان غالبية رؤساء تحرير الصحف المصرية ومقدمى البرامج الفضائية، وكبار المسئولين عن المشهد الإعلامى.
فى السادسة والنصف صباحا، ركبنا طائرة من نوع su.
هى ليست طائرة ركاب عادية مثل الإيرباص أو البوينج. بها مقاعد نعم، لكن صوتها لا يطاق. وأنت داخلها ترى مكوناتها كاملة أمامك من مواسير وأسلاك وحدايد. وتستطيع أن تشم رائحة الزيوت والوقود، مختلطة برائحة حرارة الجو الملتهبة.
حينما تصل إلى مقصدك لا تملك إلا أن تقول: كان الله فى عون العسكريين الذين يستخدمون مثل هذه النوعية من الطائرات فى تحركاتهم اليومية أو الأسبوعية.
أحد الفنيين فى الطائرة قال لى إن هذه الطائرة تعتبر مرفهة ومتقدمة جدا، مقارنة بطائرات نقل عسكرية أخرى رجرجتها وصوتها لا يمكن احتماله بالمرة.
بعد نحو ساعة ونصف من الإقلاع وصلنا إلى مطار قاعدة سيدى برانى فى المنطقة العسكرية الغربية، ومنه تحركنا مباشرة فى أتوبيسات إلى حيث توجد قاعدة ٣ يوليو البحرية.
المسافة بين النقطتين تبلغ نحو ٩٢ كيلومترا.. وفى هذه المسافة تستطيع أن تلمس العديد من مظاهر العمران فى هذه المنطقة التى كانت حتى وقت قريب صحراء جرداء، لم يكن بها إلا بعض البيوت البدوية المتناثرة هنا وهناك.
حركة العمران تتوسع بشكل كبير، وهى بالمناسبة ليست مقصورة فقط على التطور العمرانى المذهل فى مدينة العلمين، بل يمكن رؤيتها فى العديد من مناطق محافظة مطروح.
وصلنا إلى قاعدة ٣ يوليو الواقعة فى منطقة جرجوب، وهى صرح عسكرى مهم جدا، يضاف إلى التطور الكبير الذى تشهده القوات المسلحة المصرية فى السنوات الأخيرة.
هذه القاعدة تم إنشاؤها على مساحة تزيد على ١٠ ملايين متر مربع، وبما يعادل ٢٦٥٠ فدانا، واجهتها تبلغ ٤٠٠٠ آلاف متر طولى، وعمق يتراوح بين ١٥٠٠ و٢٨٠٠ متر، وإجمالى مساحات الطرق بها تصل إلى ٥٥٠ ألف متر مربع، بإجمالى أطوال طرق تبلغ ٢٢٫٥ كيلومتر وعرض متوسط ٢٩.
وهناك ٧٤ منشأة بالقاعدة على مساحة ١٠٤٥٠٠ متر بمسطح ٤٩٥٠٠ متر مربع. وتبلغ إجمالى المساحات الزراعية بالقاعدة ٥٥٠ فدانا.
داخل هذه القاعدة مترامية الأطراف شبكة مياه بطول ١٣٧٤٠ مترا، وشبكة حريق بطول ٢١٤٥٠ مترا، وشبكة طرق بطول ٢٢٨٥٥ مترا، وشبكة صرف صحى بطول ٩٢٠٧ أمتار، وشبكة رى بطول ٣٥٨٠ مترا، وشبكة صرف مياه الأمطار بطول ٢٥٩٢ مترا.
وهناك بطبيعة الحال المنشآت العسكرية الأساسية مثل مبنى القيادة ومركز عمليات القاعدة، ومركز التدريبات المشتركة، وبرج المراقبة، وبالطبع المنشآت القتالية المختلفة.
وهناك أيضا المخازن الإدارية، ومجمع الورش الفنية، والرصيف الحربى، وهو يصلح لاستقبال جميع أنواع السفن الحربية، ويفى بجميع احتياجاتها من صيانة وتموين.
فى هذه القاعدة منصة رئيسية بإجمالى مساحة ١٨٨٠ مترا مربعا، تستوعب ٢٥٠ فردا، وبجوارها منصة فرعية متحركة، شاهدنا من خلالها الإعلان عن افتتاح القاعدة ظهر يوم السبت الماضى.
وهناك قاعة المؤتمرات الرئيسية بمساحة ٣٨٤٥ مترا مربعا، وتستوعب ٦٥٠ فردا، ومجمع الأنشطة الرياضية بإجمالى مساحة ٦١١٠ أمتار، ويشمل صالة مغطاة وملاعب إسكواش وحمام سباحة ومضمار ألعاب القوى وملعبا لكرة القدم وملاعب مفتوحة، ومهبطا للطائرات الهليكوبتر، مجهزا بقاعة استقبال لكبار الزوار، وهناك أيضا فندق على مساحة ٨٥٢٠ مترا مربعا، يحتوى على ١٢٢ غرفة وجناحا.
وكذلك استراحات منفصلة ومبانى الإعاشة للضباط والجنود والأفراد ومخبز آلى ومخزن للتعيينات الجافة وفصول تعليمية، ونقطة طبية، ومسجد «الحى القيوم» الذى يستوعب ٦٠٠ مصلٍ.
تلك هى المعلومات الأساسية عن القاعدة التى تقع غرب مدينة مطروح العاصمة بنحو ٦٠ كيلومترا و٩٢ كيلومترا شرق مدينة السلوم على الحدود المصرية الليبية.
لكن السؤال الأهم: ما هى أهمية هذه القاعدة للأمن القومى المصرى والعربى ومغزى إطلاق اسم «٣ يوليو» عليها، وهل هناك ربط بين التهديدات الآتية من الغرب مع تهديدات أخرى محتملة موجودة فى منطقة شرق المتوسط، أو التهديدات التى تتعرض لها مصر فى مياه النيل حاليا؟! سؤال سنجيب عنه لاحقا إن شاء الله.