هل نواجه فرنسا الإفريقية الليلة؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 4 أغسطس 2024 - 6:10 م بتوقيت القاهرة

 ** من مارسيليا إلى ليون سافر المنتخب الأولمبى لمواجهة منتخب فرنسا فى الدور قبل النهائى، وفى الدور نفسه يلعب منتخب المغرب مع إسبانيا. والحلم العربى المشروع تحقيق ميدالية فى كرة القدم، على الرغم من صعوبة الحلم، لكن علينا أن نتذكر أن المستحيل يكون خطرًا حين يسكن العقل. ولذلك على المنتخب الأولمبى الذى تصدر مجموعته، برصيد 7 نقاط، ودون هزيمة فى الدور الأول فى إنجاز حقيقى عليه أن يواجه فرنسا وفقًا لقدرات لاعبيه دون التراجع للدفاع وبطريقة خطأ أمام المنتخب الفرنسى حذرًا أو حرصًا، لأنه من الممكن الدفاع بأسلوب صحيح.. والأسلوب الصحيح ليس فى حاجة إلى تفسير وسجل المنتخب 3 أهداف ومنى مرماه بهدف!

** منتخب فرنسا تصدر مجموعته أيضًا، برصيد 9 نقاط، ولم تهتز شباكه بأى هدف، وسجل 7 أهداف. وكانت مباراته الأخيرة مع الأرجنتين معركة خشنة. ويدرب الفريق النجم تيرى هنرى. المنتخب تشكيله الأساسى مكون من 9 لاعبين من أصحاب البشرة السمراء من أصول إفريقية. ويضم لاعبين من أصحاب البشرة البيضاء. وهو الأمر الذى يثير علامة استفهام سبق أن أشرنا إلى الإجابة عنها. 

** أذكر أنه فى عام 1998 عندما فازت فرنسا بكأس العالم ودارت عدسات المصورين لتسجيل لحظة من أعظم لحظات الشارع الفرنسى بلقطة جماعية للمنتخب يتوسطه رئيس الجمهورية جاك شيراك قال جان مارى لوبان، اليمينى المتطرف مؤسس حزب الجبهة الوطنية ومنافس الرئيس الفرنسى جاك شيراك فى ذاك الوقت: «إنه لأمر لطيف أن أرى فرنسيًا فى الصورة». 

** وكانت تلك إشارة إلى أن معظم لاعبى الفريق الفرنسى من أصول غير فرنسية، وأن الفرنسى الوحيد فى الصورة هو رئيس الجمهورية!

يذكر أنه بعد أكثر من خمسين عامًا على تأسيس حزب الجبهة الوطنية اليمينى، غيّرت مارين ابنة لوبان اسمه إلى حزب التجمع الوطنى عام 2018، حقق تفوقًا لافتًا حين حصد 34 فى المائة من الأصوات، متفوقًا على تحالف اليسار الذى حلّ ثانيًا 28 فى المائة وعلى الرئيس ماكرون وحزبه «النهضة» الذى جمع 20 فى المائة، وحلّ ثالثًا وخرج من سباق الدورة الثانية للنتخابات البرلمان (الجمعية الوطنية).

** قضية أصحاب البشرة السمراء محسومة، ومنهم خوليت مثلًا وتييرى هنرى نفسه، وكليان مبابى، وكل منتخب فرنسا تقريبًا وفريق الجودو الفرنسى الفائز بذهبية دورة باريس، وغيرهم وغيرهم. وهؤلاء من أصول إفريقية، فهل اشترتهم فرنسا؟ هل اشترت موهبتهم كما تفعل دول بشأن التجنيس الذى بات ظاهرة عالمية أم أن هؤلاء أصحاب الأصول الإفريقية هم أبناء مهاجرين ولدوا فى فرنسا، وحملوا الجنسية وتعلموا فى فرنسا وتعالجوا فى فرنسا وتدربوا فى فرنسا وصنعت مهاراتهم فى فرنسا، وأصبحوا أبطالًا فى فرنسا بالتدريب والعلم والمثابرة.. فهل نلوم فرنسا أم نشكر «خالتى فرنسا»؟!

** هذا التوضيح ليس له أى علاقة برغبتى الأصيلة والمحمومة فى الفوز على فرنسا الليلة، وسحق الفريق الفرنسى لو كنا نستطيع، وأفعل ذلك لأننا فى زمن الاجتزاء والافتراء والتسطيح، وعدم فهم الواقع، خاصة أن أصحاب البشرة السمراء منتشرون فى أوروبا، وفى فرق كرة قدم يشجعها العالم، وهم يتميزون بجينات فطرية تمنحهم التفوق فى لعبات القوى والجرى بمسافاته المختلفة والسلة والملاكمة مثلًا ولا تمنحهم نفس التوافق فى مسابقات السباحة.

** وبالمناسبة قارة إفريقيا مقسمة بالدرجة الأولى إلى أنجلوفون وفرانكوفون. بحكم الإحتلال القديم. وهذا الاستعمار صنع بصورة ما هجرة مستمرة إلى دولة الاحتلال سواء فرنسية أو بريطانية أو برتغالية، وكانت الهجرة فى زمن قديم مقبولة ثم أصبحت شبه مرفوضة ويقاومها بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أوروبا الآن. 

** منتخب المغرب يخوض بدوره مباراة صعبة أمام إسبانيا.. والفريق المغربى مسلح بثلاثة نجوم كبار منير محمدى حارس المرمى، وأشرف حكيمى وسفيان رحيمى، وتصدر منتخب المغرب مجموعته، برصيد 6 نقاط. وخسر مباراة واحدة أمام أوكرانيا. وكان المنتخب الأولمبى المصرى تعادل مع أوكرانيا 1/1 فى مباراة ودية يوم 14 يوليو الماضى قبل انطلاق الدورة الأولمبية.

** كل التوفيق لمنتخب مصر أمام فرنسا وكل التوفيق لمنتخب المغرب صاحب أفضل العروض فى الدورة أمام إسبانيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved