شرت صحيفة هاآرتس مقالا للكاتب سام سوكول، تحدث فيه عن انتهاك شركتى جوجل وأمازون لأخلاقيات المهنة وتواطئهما مع انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى. يحدث ذلك من خلال تقديم تكنولوجيا معينة لإسرائيل تسمح لها بمزيد من المراقبة والتمييز ضد الشعب الفلسطينى.. نعرض من المقال ما يلى. قدمت أرييل كورين، موظفة يهودية فى شركة جوجل Google، استقالتها بسبب ما وصفته بـ«البيئة العدائية والانتقامية، والإجراءات غير القانونية من قبل الشركة». كانت قد ساعدت هذه الموظفة فى قيادة معارضة داخلية ضد علاقات الشركة مع إسرائيل. فى منشور على موقع Medium يوم الثلاثاء الماضى، كتبت كورين، مديرة تسويق المنتجات التعليمية فى شركة جوجل، أنه «بدلا من الاستماع إلى الموظفين الذين يريدون أن تلتزم جوجل بمبادئها الأخلاقية، تسعى جوجل بقوة وراء تجريد أصوات موظفيها من خلال نمط من الإسكات والانتقام منى وضد كثيرين آخرين». وأضافت: «لقد شاهدت باستمرار أنه بدلا من دعم الموظفين المتنوعين الذين يتطلعون إلى جعل جوجل شركة أكثر أخلاقية، فإن الشركة تقوم بشكل منهجى بإسكات الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة التى تشعر بالقلق إزاء تواطؤ جوجل مع انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية، إلى درجة الانتقام رسميًا من العمال وخلق بيئة من الخوف». كما زعمت كورين أن مجموعة داخلية داخل الشركة ــ تهدف إلى تمثيل الموظفين اليهود ــ كانت «تعمل بشكل منهجى كمنفذ لدفع الأيديولوجيات اليمينية إلى الأمام» و «إسكات أصوات موظفى جوجل الذين يدعمون الحرية الفلسطينية». هذه المجموعة، كما اتهمتها كورين، كانت مسئولة عن التعبير عن مدى تضامن قادة الشركات مع إسرائيل خلال حرب غزة صيف 2021، بينما «لم يكن هناك مثل هذا التواصل مع أو عن الفلسطينيين، الذين يستهدفهم العنف والقمع الإسرائيلى اليومى». وزعمت أيضًا أنه قد تم تهميشها من مجموعة Jewglers [العاملون اليهود فى جوجل] بسبب آرائها، وأنه تم تجاهل «خطاب التهديد» الذى وضع على مكتبها بواسطة قسم الموارد البشرية، وكان «مليئًا بالعبارات العنصرية والمعادية للسامية ضد اليهود المعادين للصهيونية». من جهة أخرى، قالت متحدثة باسم جوجل فى بيان لصحيفة نيويورك تايمز «نحظر الانتقام فى مكان العمل ونشارك علانية سياستنا الواضحة للغاية». واستكملت: الشركة فخورة بأنه قد تم اختيارها من قبل الحكومة الإسرائيلية لتقديم خدمات الحوسبة السحابية للمساعدة فى تحويل البلاد رقميًا. يتضمن المشروع إتاحة منصة جوجل السحابية Google Cloud Platform للوكالات الحكومية من أجل أداء أعباء العمل اليومية مثل التمويل والرعاية الصحية والنقل والتعليم، ولكن لا يتم استخدام المنصة فى أعباء العمل شديدة الحساسية أو السرية. فى ذات السياق، فى أكتوبر الماضى، طالب ما يقرب من 400 عامل فى شركتى جوجل وأمازون أصحاب العمل بقطع العلاقات مع مشروع نيمبوسProject Nimbus، وهى مبادرة تدعمها الحكومة الإسرائيلية لإنشاء مواقع حوسبة سحابية محلية آمنة فى جميع أنحاء البلاد. المشروع يهدف إلى تزويد الحكومة والمؤسسة الدفاعية وغيرها بحل سحابى شامل. بموجبه، ستنشئ الشركات مواقع سحابية محلية للاحتفاظ بالمعلومات داخل حدود إسرائيل وفق إرشادات أمنية صارمة. زعم الموظفون أن صفقة تقديم الخدمات السحابية للقطاع العام والجيش الإسرائيلى «ستجعل التمييز والتهجير المنهجى الذى يقوم به الجيش والحكومة الإسرائيلية أكثر قسوة وفتكًا للشعب الفلسطينى»، قال الموظفون إن التكنولوجيا المعنية ستسمح «بمزيد من المراقبة وجمع البيانات بشكل غير قانونى عن الفلسطينيين، ويسهل توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضى الفلسطينية». ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى: https://bit.ly/3wVro8y