ليلة ميسى فى ويمبلى..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 4 أكتوبر 2018 - 11:10 م
بتوقيت القاهرة
** قد تمر الفرق الكبرى بفترات تراجع فى المستوى، ويبنى المحللون والخبراء رؤيتهم على هذا التراجع الذى قد يكون لظرف مثل غياب باولينيو عن برشلونة، وكيف أن الفريق فقد عقل الوسط؟ ويعانى دفاعيا، ويعانى خططيا بسبب تغيير مدربه فالفيردى لطريقة اللعب من 4/4/2 إلى 4/3/3.. بجانب صيام سواريز عن التهديف خارج الأرض منذ سبتمبر عام 2015، خاصة بعد رحيل نيمار.. وإصابة مرمى الفريق بثمانية أهداف فى بداية الموسم، وتكون نتيجة هذا التحليل هو الدعاء بنجاة برشلونة لو كنت مواطنا كتالونيا أو مشجعا له فى القاهرة أو مراكش أو العين..!
** لكن ما جرى فى ويمبلى.. ما فعله ميسى.. وما حققه برشلونة.. يؤكد أن بناء وجهة نظر فنية عن فريق بناء على فترة قصيرة من عمره لا تصلح لأن تكون تحليلا دقيقا لمستوى هذا الفريق..!
** كان الأربعاء يوما من أيام دورى الأبطال.. وأمام زحام المباريات، شاهدت صباح اليوم التالى مباراة برشلونة وتوتنهام باستاد ويمبلى، الذى تعرض النجيل فى منتصفه إلى التدمير بسبب مباراة ملاكمة أقيمت فى شهر سبتمبر فأفسدت الحلقة التى أقيمت وسط الملعب العشب الأخضر الجميل.. المهم شاهدت المباراة.. وشاهدت ميسى، وكان الخبر الجيد الوحيد للإنجليز أن 82 ألفا و137 متفرجا حضروا اللقاء لمشاهدة ميسى والاستمتاع بما يفعله والأغلبية منهم غادروا الملعب وهم يتألمون ويصبون لعناتهم عليه لما فعله بفريقهم. ولكن هؤلاء بمرور الوقت سوف يدركون كم كان جميلا أن يروا هذا اللاعب عن قرب.. فلا يعرف أيا من الجمهور الذى حضر تلك الليلة الساحرة متى يسعفه الحظ كى يرى ميسى عن قرب؟ فعمره الآن 31 سنة.. فهل يعود إلى ويمبلى مرة أخرى؟ هل تضع القرعة برشلونة وميسى أمام أحد الفرق الإنجليزية مرة أخرى فى الموسم القادم؟
** هل كان غياب ميسى عن فريقه سيمنح توتنهام فوزا مضمونا؟ هو دائما موجود فى قلب الحدث.. يمرر ويصنع الأهداف، ويراوغ، ويتحكم فى الكرة كما لو أنه يمسك بريموت كنترول. لقد كانت له تمريرتان منحتا برشلونة هدفيه الأول والثانى. وبذكائه وخياله ومهاراته سجل هدفين الثالث والرابع. وسوف يتذكر جمهور توتنهام العرض الذى قدمه برشلونة والمهارات التى عرضها ميسى.. وسوف ترتسم الابتسامة على وجوههم كلما تذكروا الليلة وكلما تذكروا هذا الرجل على الرغم مما تركه من حزن ومما سببه من ألم !
** لم يسجل سواريز خارج ملعبه، إلا أن كوتينيو سجل، وراكتيتش سجل وميسى سجل. وبرشلونة قدم عرضا أمتع عشاق كرة القدم، وأمتع جمهور توتنهام. وأثبت ميسى الذى يبدو مثل طفل يلعب فى حديقة أبيه أنه لاعب فضائى، يملك قدرات خارقة حطمت قواعد الفيزياء المعتادة. هو يجعلك تتابع وتراقب وتقف وتهتف وتقفز إعجابا. لقد بدا أن لاعبى توتنهام مجرد أجساد بلا حركة، يتدرب عليها وحولها لاعبو برشلونة. ولا شك أن الهدف المبكر جدا الذى جاء فى الثانية 92 كان من أهم أسباب انفتاح شهية الفريق الكتالونى.
** عندما سجل ميسى الهدف الثالث لفريقه توجه إلى الكاميرا، وحرك يده على رأسه ثم أشار بأصبعه كانه يخاطب شخصا ما يراقبه. وبالفعل كان يخاطب أولاده الثلاثة ثياجو، وماتيو، وسيرو. ويداعبهم بعدما سجل هدفيه.. وأشار أيضا ميسى بأصابعه بالرقم ثلاثة، وفسر ذلك بقوله إنه يأمل أن يفوز برشلونة هذا الموسم بثلاثية أخرى، فيحرز الدورى والكأس.. ثم يأتى بعد ذلك وقت تناول الحلو.. وهو دورى أبطال أوروبا..!