مرآة لأسلوب حياة صحى
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 4 أكتوبر 2024 - 6:24 م
بتوقيت القاهرة
الثقافة الطبية أحد فروع المعرفة التى يحرص الطبيب الحكيم على أن يشير إليها دائما فى حديثه مع مرضاه، هذا هو تحديدا ما يدفعنى دائما للكتابة فى مجال الصحة والتغذية.
أن يحرص الإنسان على قدر أساسى من المعرفة الطبية والغذائية يعينه بلاشك على أن ينتهج نمطا صحيا يلائم حياته ويتناسب مع ظروفه سواء كان يعانى من مشكلة صحية أو مرض مزمن أو يتمتع بتمام الصحة وكمال العافية.
إذا ما كان مريضا بمرض مزمن فإن الإلمام بسبب المرض وتداعياته أمر يتيح له التعامل معه بصورة تسمح بأن يحيق به الضرر فى أضيق الحدود. بل أيضا يضمن له أن يتجنب المضاعفات لأطول فترة ممكنة. فعلى سبيل المثال لا يصيب مرض السكر من النوع الثانى الإنسان فجأة بل حينما يكتشف الإنسان مرضه فإنه يكون قد مضت عليه دون مبالغة عشر سنوات يعانى من خلل ما فى مستوى السكر فى الدم وهو لا يشعر فيما يطلق عليه المرحلة الرمادية أو مرحلة ما قبل السكر. فى تلك المرحلة الرمادية إذا تم التدخل بحسم فقد تضمن تراجع إصابة مؤكدة بالسكر أو على الأقل تؤجل من توقيت حدوث المرض وبالتالى يمكنك تفادى أو تأخير مضاعفاته التى قد تصل أحيانا إلى العمى أو بتر الأطراف.
المعرفة الطبية أمر فى الواقع بالغ الأهمية ينعكس دائما فى الحوار المستمر بين الطبيب ومريضه. من الصعب أن يطيع المريض أوامر ونصائح الطبيب دون فهم للسبب الحقيقى للمرض وكيفية الوقاية منه وطرق التعامل معه. فهم كنهه وطريقة تطوره لا يقل أهمية عن المواظبة على العلاج والالتزام به.
ولكن هل هناك بعض من الوقت المتاح يمكن أن يطلب به المريض طبيبه ليعينه على فهم مشكلته الطبية وتداعياتها وما يحيط بها من ملابسات قد تضمن له أن يعبر مضايق كثيرة يسببها جهل الإنسان بحقيقة ما يحدث فى مختلف أعضائه عند المرض وحتى حينما يتلقى العلاج. الواقع أن الغالبية العظمى من الأطباء والجراحين لا يعلقون أهمية على معلومات المريض وإن كانوا بالفعل يتمتعون بكفاءة عالية سواء فى العلاج الباطنى أو الجراحى.
تظل المشكلة معلقة بعنق صاحبها: عليه إذن أن يبحث عن مصادر آمنة لمعلوماته الطبية هذا تحديدا ما أدعو إليه اليوم وأرجو أن يتأكد منه كل من يبحث عن مصادر آمنة يستثنى منها معلوماته وثقافته الطبية.