سوريا لم تستوعب رسالة يعلون التى حذر فيها من نقل سلاح متطور إلى حزب الله
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 7:00 م
بتوقيت القاهرة
يوآف ليمور
منذ أيام اجتمع وزراء المجلس السياسى ــ الأمنى لحسم موضوع ميزانية الدفاع. وتحدث المراسلون عن أجواء أزمة وضغوط كبيرة وتهديدات يمارسها ضباط فى الجيش الإسرائيلى من جهة، وموظفو وزارة المال من جهة أخرى.
وفى ساعة متقدمة من الليل انتهى الاجتماع وقيل إن القرار تم تأجيله. وبعد مرور وقت قصير، وصلت التقارير الأولى عن هجوم على سوريا منسوب إلى إسرائيل.
سوف نعود مرة أخرى إلى العلاقة بين جلسة المجلس الوزارى بشأن الميزانية والهجوم الذى لم تتضح تفاصيله بعد. لكن تفيد التقارير الأولية (وأبرزها ما نشرته قناة العربية) أن المستهدف كان بطاريات صواريخ SA-8 المضادة للطائرات كان من المفترض أن تنتقل إلى حزب الله. ومثل المرات الماضية.
حافظت إسرائيل على الغموض وامتنعت عن التأكيد أو التكذيب. لكن ما تجدر الإشارة إليه، هو أن وزير الدفاع يعلون حذر هذا الأسبوع من أن إسرائيل لن تسمح بانتقال سلاح متطور إلى لبنان، ومن المحتمل أن كلامه كان رسالة لردع الأطراف التى تنشط على الجبهة الشمالية. فإذا كانت إسرائيل هى فعلا من قام بتلك العملية، فإننا نفترض أن محور سوريا ــ حزب الله لم يستوعب الرسالة.
هذه هى المرة الخامسة في السنة الجارية التى ينسب إلى إسرائيل فيها هجوم مهم على سوريا. فقد سبق ذلك تدمير بطاريات صواريخ SA - 17 المضادة للطائرات وصواريخ M - 600 البعيدة المدى ومنصات صواريخ بر ــ بحر من طراز ياخونت. إن القاسم المشترك بين جميع هذه الحوادث هو الرغبة السورية الواضحة فى نقل أسلحة صاروخية «كاسرة للتوازن» إلى حزب الله، وإصرار إسرائيل الواضح على مبدأ عدم السماح لمثل هذا السلاح بالانتقال إلى لبنان.
وفى جميع هذه المرات ضبطت سوريا نفسها وسكتت على الإهانة والتعدى على أراضيها وسيادتها، وعلى الرغم من تهديداتها امتنعت عن الرد. ما يمكن قوله إن عدم وجود أى إشارة سورية رسمية حتى يوم أمس إلى الهجوم، ينبئ بأن هذا الهجوم أيضا لن يؤدى إلى إشعال الجبهة الشمالية.
من خلال هذا الحادث نستطيع أن ندرك عمق العلاقة التى تربط سوريا بحزب الله، ومدى التزام نظام الأسد بالتنظيم اللبنانى. لقد نجح الضغط الدولى فى تقييد قدرة سوريا على استخدام السلاح الكيميائى مما أضر بقدرتها على الردع فى المواجهة مع الثوار. ولهذا، ازداد اعتماد سوريا على المساعدة الاقتصادية التى تقدمها إيران، والدعم العسكرى الذى يقدمه حزب الله. أما الثمن المباشر لهذا الدعم فهو نقل وسائل قتالية متطورة إلى لبنان.
إن الأسد مستعد للمجازفة مرة تلو الأخرى وبذل كل ما فى استطاعته من أجل تأكيد استمرار دعمه للحزب. وفى ظل هذا الواقع، من المحتمل حدوث هجمات مشابهة مستقبلا. وسوف تواصل إسرائيل ــ إذا صح أنها مسئولة عن الهجوم الأخير ــ عملياتها الرادعة، لكنها ستمتنع عن التصعيد. والمفتاح الأساسى لهذا كله موجود فى التعاون بين الاستخبارات وسلاح الجو والسلاح السيبرانى.
وهذه هى المكونات الأساسية التى من المفترض أن تستفيد من الزيادة فى ميزانية الدفاع.