حدث فى مستشفى كفر الدوار العام
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 4 نوفمبر 2016 - 9:05 م
بتوقيت القاهرة
فى صفحتها الأولى نشرت جريدة الأهرام هذا الأسبوع خبرا حدث ولا يقل أثرا فى النفس عما أحدثه ما حاق بنا من هلع نفسى ونحن نرقب هزيمة الجنيه المصرى فى سلة العملات العالمية.
لا أبالغ على الإطلاق إذا قلت إن ما حدث فى مستشفى كفر الدوار العام يعد سابقة فارقة فى تاريخ مهنة الطب تحمل نذير شؤم لمستقبلها ومستقبل أبنائها من الأطباء.
لسبب ــ لا أرى أى أهمية لمعرفته ــ ما انفجر الغضب بين اثنين من الجراحين أثناء إجراء عملية جراحية ــ استئصال الزائدة الدودية ــ لمريض مسجى مخدرا لا حول له ولا قوة بين أيديهما. هذا بالطبع ليس مهما على وجه الإطلاق لماذا انفجر الغضب الذى لا محل له من الإعراب لأن تداعياته كانت أخطر مما يتصور أى إنسان: تراشق الجراح ومساعده بالمشارط بعد أن أنهيا ما يعرفه كل منهما من مفردات قاموس السباب فى وجه الآخر وغادرا غرفة العمليات تاركين المريض مفتوحا جرحه فاقدا وعيه بين يدى الله سبحانه معلقا قدره!
تناقلنا الخبر فذكر زملائى ما حدث فى مستشفى المطرية حينما داهم أبناء الشرطة الأطباء فى حادث آخر غير مسبوق وزاد الأمر قتامة حادث مستشفى الهلال الذى صفع فيه أحد لواءات الشرطة طبيبا فلم يأل الآخر جهدا فى أن يرده إليه فى الحال.
الواقع أن ما حدث بين الطبيبين هو ما روعنى بينما وقائع الحادثتين الأخريين أصابنى بما يصيبنا جميعا من صدمة فى مواجهة التغييرات فى سلوك الإنسان المصرى عامة.
ما حدث فى الطريق وما حدث فى مستشفى الهلال هو عنف مجتمعى بين مواطنين مصريين: لا شك هو سلوك مرفوض لكنه يجب أن يعالج فى موقعه بحزم بترك أمره لسلطة الدولة فلا دخل لنقابة أو لهيئة فى فض الأمر أو عقاب المعتدى. أما وقائع جريمة مستشفى كفر الدوار فأرى أنها حق خالص لنقابة الأطباء.
لا أتمنى على وجه الإطلاق أن يقتصر الأمر على مصالحة واعتذار بين زميلى المهنة فهما لم يخطئا فى حق بعضهما فقط بل أجرما كل فى حق نفسه ثم حق زميله ثم حق المريض المسئولين عن سلامته وحق المهنة التى أقسما على احترامها واحترام قوانينها ورسالتها وممرضات وعمال. بلاشك أجرما فى حق كل زميل مهنة من الأطباء الذين تعلو رءوسهم بكرامة وهم يمارسون رسالة إنسانية تسمو بالبشر.
اننتظر بقلق قرار نقابة الأطباء الذى أتمناه حاسما ناصعا لصالح كرامة المهنة وحق المريض الذى أسلم أمره لله، وطبيباه لم يراعيا فيه حقه سبحانه.